التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {كذبت عاد المرسلين 123 إذ قال لهم أخوهم هود ألا تتقون 124 إني لكم رسول أمين 125 فاتقوا الله وأطيعون 126 وما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين 127 أتبنون بكل ريع آية تعبثون 128 وتتخذون مصانع لعلكم تخلدون 129 وإذا بطشتم بطشتم جبارين 130 فاتقوا الله وأطيعون 131 واتقوا الذي أمدكم بما تعلمون 132 أمدكم بأنعام وبنين 133 وجنات وعيون 134 إني أخاف عليكم عذاب يوم عظيم 135 قالوا سواء علينا أوعظت أم لم تكن من الواعظين 136 إن هذا إلا خلق الأولين 137 وما نحن بمعذبين 138 فكذبوه فأهلكناهم إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين 139 وإن ربك لهو العزيز الرحيم 140}

صفحة 5373 - الجزء 7

  فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ» قيل: المملوء الموقر، عن ابن عباس. وقيل: المثقل، عن عطاء. وكان معه من الجن والإنس والطير وسائر الحيوانات «ثُمَّ أَغْرَقْنَا بَعْدُ الْبَاقِينَ» يعني أهلكنا بالغرق الباقين الَّذِينَ كانوا خارج السفينة حين نجاهم.

  · الأحكام: يدل قوله: «كَذَّبَتْ» أن التكذيب فعلُهم ليس بخلق اللَّه تعالى، فيبطل قول الْمُجْبِرَة في المخلوق.

  ويدل قوله: {وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ} أن الدعاء إلى الدين إنما يؤثر إذا خلا من طمع فإذا اتصل به طمع الدنيا لا يُؤَثِّرُ.

  ويدل قوله: {وَمَا أَنَا بِطَارِدِ الْمُؤْمِنِينَ} أن الاعتبار عند اللَّه بالإيمان والأعمال الصالحة لا بجمع الدنيا.

  وتدل على أن للرسول أن يدعو على قومه عند الإذن.

  وتدل على معجزة عظيمة لنوح.

  وتدل على معجزة عظيمة لنبينا، ÷، حيث أخبر عن سرائر الأخبار من غير أن قرأ كتاباً.

قوله تعالى: {كَذَّبَتْ عَادٌ الْمُرْسَلِينَ ١٢٣ إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ هُودٌ أَلَا تَتَّقُونَ ١٢٤ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ ١٢٥ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ ١٢٦ وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ ١٢٧ أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ ١٢٨ وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ ١٢٩ وَإِذَا بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ ١٣٠ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ ١٣١ وَاتَّقُوا الَّذِي أَمَدَّكُمْ بِمَا تَعْلَمُونَ ١٣٢ أَمَدَّكُمْ بِأَنْعَامٍ وَبَنِينَ ١٣٣ وَجَنَّاتٍ وَعُيُونٍ ١٣٤ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ ١٣٥ قَالُوا سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَوَعَظْتَ أَمْ لَمْ تَكُنْ مِنَ الْوَاعِظِينَ ١٣٦ إِنْ هَذَا إِلَّا خُلُقُ الْأَوَّلِينَ ١٣٧ وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ ١٣٨ فَكَذَّبُوهُ فَأَهْلَكْنَاهُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ ١٣٩ وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ ١٤٠}