التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {قل إن ربي يقذف بالحق علام الغيوب 48 قل جاء الحق وما يبدئ الباطل وما يعيد 49 قل إن ضللت فإنما أضل على نفسي وإن اهتديت فبما يوحي إلي ربي إنه سميع قريب 50 ولو ترى إذ فزعوا فلا فوت وأخذوا من مكان قريب 51 وقالوا آمنا به وأنى لهم التناوش من مكان بعيد 52 وقد كفروا به من قبل ويقذفون بالغيب من مكان بعيد 53 وحيل بينهم وبين ما يشتهون كما فعل بأشياعهم من قبل إنهم كانوا في شك مريب 54}

صفحة 5820 - الجزء 8

  وتدل أن للنظر أثرًا في معرفة الحق؛ لأنه يتجلى له الشبه، وتتضح الأدلة، لذلك قال: {مَثنَى}.

  وتدل على أن التفكر والقيام والتكذيب فعلُهم.

قوله تعالى: {قُلْ إِنَّ رَبِّي يَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَّامُ الْغُيُوبِ ٤٨ قُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَمَا يُبْدِئُ الْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ ٤٩ قُلْ إِنْ ضَلَلْتُ فَإِنَّمَا أَضِلُّ عَلَى نَفْسِي وَإِنِ اهْتَدَيْتُ فَبِمَا يُوحِي إِلَيَّ رَبِّي إِنَّهُ سَمِيعٌ قَرِيبٌ ٥٠ وَلَوْ تَرَى إِذْ فَزِعُوا فَلَا فَوْتَ وَأُخِذُوا مِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ ٥١ وَقَالُوا آمَنَّا بِهِ وَأَنَّى لَهُمُ التَّنَاوُشُ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ ٥٢ وَقَدْ كَفَرُوا بِهِ مِنْ قَبْلُ وَيَقْذِفُونَ بِالْغَيْبِ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ ٥٣ وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ كَمَا فُعِلَ بِأَشْيَاعِهِمْ مِنْ قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُوا فِي شَكٍّ مُرِيبٍ ٥٤}

  · القراءة: قرأ أبو عمرو وحمزة والكسائي: «التَّنَاؤُشُ» بالمد والهمز، والباقون بغير همز ولا مد، واختلف عن أبي بكر فروي عنه كلا الوجهين، فمن همزه فهو من النَّئِيشِ، وهو حركة في إبطاء، يقال: جاء نَئِيشًا، أي: مبطئًا، ومن لم يهمز فهو من النوش، وهو التناول، وقيل: من همز فهو منه أيضًا، قال الشاعز:

  وَهْيَ تَنُؤشُ الحَوْضَ نَوْشًا مِنْ عَلاَ

  وتناوش القوم: دنا بعضهم من بعض، ولم يلتحم بينهم، يقال:

  نَوْشًا بِهِ تَقَطَّعُ أَجْوَازَ الْفَلاَ

  وقيل: نُشْتُ الشيء، وتناوشته: إذا نلته، فعلى هذا القراءتان ترجعان إلى أصل واحد.