التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {قالوا فأتوا به على أعين الناس لعلهم يشهدون 61 قالوا أأنت فعلت هذا بآلهتنا ياإبراهيم 62 قال بل فعله كبيرهم هذا فاسألوهم إن كانوا ينطقون 63 فرجعوا إلى أنفسهم فقالوا إنكم أنتم الظالمون 64 ثم نكسوا على رءوسهم لقد علمت ما هؤلاء ينطقون 65}

صفحة 4843 - الجزء 7

  ومتى قيل: كيف أطلق الكيد مع الأوثان وليست بحية؟

  قلنا: فيه ثلاثة أوجه:

  أولها: أجرى الكلام على حسب اعتقادهم أنها آلهة تسمع وتعلم.

  وثانيها: قيل: معناه لأكيدنكم في أصنامكم.

  وثالثها: أنه تَوَسُّعٌ، والمراد أنه لو فعل بالأحياء لكان كيداً، عن أبي علي.

  وتدل على أن الدعاء إلى الدين يعتبر فيه ما هو أولى؛ لأنهم كانوا مقلدة لا يستمعون إلى الحجج، فأداهم ما اضطرهم إلى القبول.

قوله تعالى: {قَالُوا فَأْتُوا بِهِ عَلَى أَعْيُنِ النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَشْهَدُونَ ٦١ قَالُوا أَأَنْتَ فَعَلْتَ هَذَا بِآلِهَتِنَا يَاإِبْرَاهِيمُ ٦٢ قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِنْ كَانُوا يَنْطِقُونَ ٦٣ فَرَجَعُوا إِلَى أَنْفُسِهِمْ فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنْتُمُ الظَّالِمُونَ ٦٤ ثُمَّ نُكِسُوا عَلَى رُءُوسِهِمْ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَؤُلَاءِ يَنْطِقُونَ ٦٥}

  · اللغة: {عَلَى أَعْيُنِ النَّاسِ} أي: بحيث يراه الناس، وهذا يُذْكَرُ ويراد به الظهور،