التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {أولم يهد لهم كم أهلكنا من قبلهم من القرون يمشون في مساكنهم إن في ذلك لآيات أفلا يسمعون 26 أولم يروا أنا نسوق الماء إلى الأرض الجرز فنخرج به زرعا تأكل منه أنعامهم وأنفسهم أفلا يبصرون 27 ويقولون متى هذا الفتح إن كنتم صادقين 28 قل يوم الفتح لا ينفع الذين كفروا إيمانهم ولا هم ينظرون 29 فأعرض عنهم وانتظر إنهم منتظرون 30}

صفحة 5688 - الجزء 8

  ويدل قوله: {يَفصِلُ} على أنه يحكم في كل واحد بما يستحق، ويفصل بينهم فيما نال بعضهم من بعض بالأعواض على ما نقوله.

قوله تعالى: {أَوَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الْقُرُونِ يَمْشُونَ فِي مَسَاكِنِهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ أَفَلَا يَسْمَعُونَ ٢٦ أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَسُوقُ الْمَاءَ إِلَى الْأَرْضِ الْجُرُزِ فَنُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا تَأْكُلُ مِنْهُ أَنْعَامُهُمْ وَأَنْفُسُهُمْ أَفَلَا يُبْصِرُونَ ٢٧ وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْفَتْحُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ٢٨ قُلْ يَوْمَ الْفَتْحِ لَا يَنْفَعُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِيمَانُهُمْ وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ ٢٩ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَانْتَظِرْ إِنَّهُمْ مُنْتَظِرُونَ ٣٠}

  · القراءة: قرأ يعقوب في رواية زيد: «نَهْدِ» بالنون، وكذلك في (الأعراف) و (طه)، الباقون بالياء.

  قراءة العامة: {مُنْتَظِرُونَ} بكسر الظاء، وعن محمد بن السَّمَيْقَعِ [بفتحها]، قال الفراء: ولا يصح ذلك إلا بإضمار على تقدير: منتظرون بهم، قال أبو حاتم: الصحيح كسر الظاء.

  · اللغة: الهدى: أصله الدلالة التي يعلم بها الرشد من الغي، هدى يَهْدِي، هداه في الدين يهديه هُدًى، وفي الطريق هداية، واهتدى: قَبِلَ الهدى.

  والسَّوْقُ: الحث على السير.

  والجُرُزُ: الأرض اليابسة لا نبات بها لانقطاع الأمطار عنها، وأصله من قولهم: سيف جرّاز، أي: قطع لا يبقي شيئًا. إلا قطعه، وناقة جُرَاز، تأكل [كل] شيء؛ لأنه