قوله تعالى: {لقد سمع الله قول الذين قالوا إن الله فقير ونحن أغنياء سنكتب ما قالوا وقتلهم الأنبياء بغير حق ونقول ذوقوا عذاب الحريق 181 ذلك بما قدمت أيديكم وأن الله ليس بظلام للعبيد 182}
  زيادة الوعيد، وما روي أن الشجاع يتكلم، فإما أن يخلق اللَّه تعالى الكلام في لسانه أو يعطيه آلة الكلام وهو الأولى.
  ومتى قيل: فالغني إذا أدى الزكاة ومنع فضل ماله وجب ألا يعد بخيلاً.
  قلنا: كذلك نقول، ولذلك قلنا: لو كان مَنْ يمنع الفضل بخيلاً لكان اللَّه تعالى مع قدرته على الزيادة في الإحسان بخيلاً، وذلك محال، وهذا يلزم أصحاب الأصلح.
قوله تعالى: {لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ سَنَكْتُبُ مَا قَالُوا وَقَتْلَهُمُ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَنَقُولُ ذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ ١٨١ ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ ١٨٢}
  · القراءة: قرأ حمزة «سَيُكْتَبُ» بالياء وضمه على ما لم يسم فاعله، «وقتلُهم الأنبياء» برفع اللام على معنى سنكتب قتلهم، وقرأ الباقون بالنون وفتح اللام، النون إضافة إليه تعالى للتفخيم، والقتل مفعول، والنون أولى؛ لأن عليه أكثر الأئمة، ويجري الكلام على تشاكلٍ، وجاز الوجه الآخر للتصرف في الكلام إلا أن التشاكل أحسن.
  · اللغة: سمِع يَسْمَع سماعًا إذا أدركه بحاسة الأذن، وإن أدركه من غير حاسة فقد سمع، والسميع من هو على حالة يسمع المسموعات إذا وجدت، والسامع: المدرك، ولذلك قال مشايخنا: اللَّه تعالى سميع فيما لم يزل، سامع عند وجود المسموع وله بكونه سامعًا مبصرًا مدركًا أحوالهم سواء كونه حيًا عالمًا وكونه سميعًا بصيرًا ليس بصفة