التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {واختار موسى قومه سبعين رجلا لميقاتنا فلما أخذتهم الرجفة قال رب لو شئت أهلكتهم من قبل وإياي أتهلكنا بما فعل السفهاء منا إن هي إلا فتنتك تضل بها من تشاء وتهدي من تشاء أنت ولينا فاغفر لنا وارحمنا وأنت خير الغافرين 155}

صفحة 2732 - الجزء 4

  وتدل على أن اتخاذ العجل وعمل السيئات والتوبة والإيمان والرهبة قِعْلُ العبد؟

  لذلك تعلق الوعد والوعيد بها، فيصح قولنا في المخلوق.

قوله تعالى: {وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلًا لِمِيقَاتِنَا فَلَمَّا أَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ قَالَ رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُمْ مِنْ قَبْلُ وَإِيَّايَ أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاءُ مِنَّا إِنْ هِيَ إِلَّا فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِهَا مَنْ تَشَاءُ وَتَهْدِي مَنْ تَشَاءُ أَنْتَ وَلِيُّنَا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ ١٥٥}

  · اللغة: الرجفة: الاضطراب، يقال: رجفت الأرض رجفًا، والبحر رَجَّافٌ لاضطرابه، وأرجف الناس في الشيء: خاضوا فيه، واضطربوا، ومنه: الأراجيف.

  والسفه: الجهل، وأصله الخفة، والسفيه: الجاهل.

  والفتنة: الامتحان والاختبار، وأصله من فَتَنْت الذهب بالنار: امتحنته، فأخلصته، والاختيار: أخذ أحد الشيئين على الآخر.

  · الإعراب: نصب «قومَهُ» بنزع حرف الصفة، تقديره: من قومه، وقيل: لما حذف (مِن) وصل الفعل إليه فنصبه، قال الشاعر:

  وَمِنَّا الَّذي اخْتَار الرِّجَالَ سَمَاحَةً ... وَجُودًا إذا هَبَّ الرِّيَاحُ الزَّعَارعُ

  أراد منا الذي اختار من الرجال، فلما حذف (مِنْ) نصب، وإنما حذف (من) لدلالة الفعل عليها، مع الإيجاز من غير إخلال.

  وقال آخر: