التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {وذا النون إذ ذهب مغاضبا فظن أن لن نقدر عليه فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين 87 فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين 88 وزكريا إذ نادى ربه رب لا تذرني فردا وأنت خير الوارثين 89 فاستجبنا له ووهبنا له يحيى وأصلحنا له زوجه إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين 90}

صفحة 4872 - الجزء 7

  على عبادة ربه، وأعان على تبليغ الرسالة واحتمال الأذى فيه «وَأَدْخَلْنَاهُمْ فِي رَحْمَتِنَا» أي: نعمتنا عليهم بالنبوة والحكمة، وقيل: الجنة والثواب، عن أبي علي. وفيه:

  إشارة إلى أنه غمرهم بالرحمة خلاف ما لو قال: رحمناهم «إِنَّهُمْ مِنَ الصَّالحينَ» أي: الفاعلين للصلاح في أمر دينهم.

  · الأحكام: تدل الآية على معجزة لسليمان في تسخير الشياطين، وما أعطاهم من القوة.

  وتدل قصة أيوب على حسن الصبر، وأن الإنسان متعبد به، وما ترويه الحشوية منه ومن قصة إبليس، وأن اللَّه سلطه عليه، وأنه نفخ في يديه فصارت قرحة إلى غير ذلك، ليس في ظاهر القرآن.

  وتدل على أن اسم الصلاح اسم مدح لا يفع إلا على ممدوح.

  وتدل على أن الصلاح فِعْلُ العبد لذلك تمدح به

قوله تعالى: {وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ ٨٧ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ ٨٨ وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ ٨٩ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ ٩٠}