قوله تعالى: {وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه قال أأقررتم وأخذتم على ذلكم إصري قالوا أقررنا قال فاشهدوا وأنا معكم من الشاهدين 81 فمن تولى بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون 82}
  · الأحكام: تدل الآية على أن الكفر لا يقع من الأنبياء؛ لأن المراد به الإخبار؛ لأنه لا يقع وذلك يدل على قولنا في عصمة الأنبياء.
  وتدل على بطلان قول النصارى في المسيح وادعائهم أنه دعاهم، وذلك يدل إلى ما يدينون به.
  وتدل الآية على بطلان قولهم وقول مشركي العرب في المسيح والملائكة.
  وتدل على أن الأنبياء يدعون إلى العلم والعمل؛ لأن القراءتين يعمل بهما، فكأنه قال: اعلموا واعملوا.
  وتدل على عظيم محل العلم وأهله وعظم محل التعليم؛ لأنه تعالى جعلهما من الرباني.
  وتدل على أن الكفر قد يكون بأفعال الجوارح، وهو عبادة غير اللَّه تعالى خلاف من يقول إنها من أفعال القلب، وتدل على وقوع الكفر بعد الإسلام خلافًا لبعضهم ممن يقول بالإرجاء.
  وتدل على بطلان قول الْمُجْبِرَةِ؛ لأنه تعالى مَنَّ عليهم بأن يبعث من لا يدعوهم إلى الكفر، ومعلوم أن خلق الكفر فيهم وخلق القدرة الموجبة للكفر والإرادة الموجبة للكفر أعظم في المضرة؛ لأنه لو أجمع العالم على دعاء عبد إلى الكفر، ولا يخلقه هو لا يكون، ولو خلقه من غير دعاء أحد كان، فما معنى البعثة، وذم الداعي إلى الضلال؟! كيف وعندهم ذلك الدعاء أيضًا لخلقه تعالى.
قوله تعالى: {وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ ٨١ فَمَنْ تَوَلَّى بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ٨٢}