التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {ستجدون آخرين يريدون أن يأمنوكم ويأمنوا قومهم كل ما ردوا إلى الفتنة أركسوا فيها فإن لم يعتزلوكم ويلقوا إليكم السلم ويكفوا أيديهم فخذوهم واقتلوهم حيث ثقفتموهم وأولئكم جعلنا لكم عليهم سلطانا مبينا 91}

صفحة 1684 - الجزء 3

قوله تعالى: {سَتَجِدُونَ آخَرِينَ يُرِيدُونَ أَنْ يَأْمَنُوكُمْ وَيَأْمَنُوا قَوْمَهُمْ كُلَّ مَا رُدُّوا إِلَى الْفِتْنَةِ أُرْكِسُوا فِيهَا فَإِنْ لَمْ يَعْتَزِلُوكُمْ وَيُلْقُوا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ وَيَكُفُّوا أَيْدِيَهُمْ فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأُولَئِكُمْ جَعَلْنَا لَكُمْ عَلَيْهِمْ سُلْطَانًا مُبِينًا ٩١}

  · اللغة: الأمن ضد الخوف.

  والفتنة أصلها الامتحان، يقال: فتنت الذهب بالنار امتحنتها، ثم يستعمل لمعان.

  والإركاس: الرد إلى ما كان.

  وثقفت فلانًا في الحرب أدركته. قال الشاعر:

  فإِمَّا تَثْقَفُوني فَاقْتُلُونِي ... فَإِنْ أُثقَفْ فَسَوْفَ تَرَوْنَ بَالِي

  · الإعراب: «تلقوا» جزم؛ لأنه معطوف على قوله: «فإن لم يعتزلوكم»، و «يكفوا» عطف على «تلقوا».

  · النزول: قيل: نزلت في قوم من أهل مكة أسلموا بها، عن مجاهد، وقيل: هم من أهل تهامة قالوا: يا رسول اللَّه ÷ لا نقاتلك ولا نقاتل قومنا، فأنزل اللَّه تعالى فيهم [هذه الآية]، عن قتادة.

  وقيل: نزلت في نعيم بن مسعود الأشجعي، وكل من ينقل الحديث بين النبي ÷ وبين الكفار، عن السدي. وقيل: هم قوم من المنافقين، عن الحسن.