التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {ياأهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبين لكم كثيرا مما كنتم تخفون من الكتاب ويعفو عن كثير قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين 15 يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه ويهديهم إلى صراط مستقيم 16}

صفحة 1912 - الجزء 3

  وتدل على أن أفعالهم حادثة من جهتهم.

قوله تعالى: {يَاأَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ ١٥ يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ١٦}

  · القراءة: قراءة العامة «يهديهم» بكسر الهاء، وعن مجاهد وعبيد بن عمير، بضم الهاء فالضم على الأصل؛ لأن أصل الهاء الضمة، والكسر إتباعًا لكسرة الياء.

  · اللغة: العفو: أصله الترك، ومنه: عفو اللَّه عن عباده، كأنه ترك عقاب ذنوبهم فلم يعاقبهم، وعفت الدار: إذا غطاها التراب، كأنه ترك حتى غطاها، يعفو عفوًا، والعِفَاء بكسر العين ممدود: ما كبر من الوبر والريش، ناقة ذات عِفَا، والعَفْوُ: المكان الذي لم يوطأ، كأنه ترك فلم يوطأ، ويُقال: عفوت الشعر تركته حتى كثر، وعَفْوُ المال ما فضل من النفقة كأنه ترك فلم ينفق، وقوله: «حتى عفوا»، أي: تركوا حتى كثروا. وبانَ الشيء ظهر واتضح، وأبان، فهو بَيِّنٌ ومبين، والبيان: الكشف عن المعنى، وبين الشيء بمعنى تبين، وفلان أبين من فلان أي: أفصح، وأصل الباب القطع والفصل، ومنه البينونة، ومنه قوله: ما أُبِينَ من الحي فهو ميت، كأن بالبيان يفصل ما أفصح من غيره، والصراط: الطريق ثم سمي الدين صراطًا، قال الشاعر: