التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار والفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس وما أنزل الله من السماء من ماء فأحيا به الأرض بعد موتها وبث فيها من كل دابة وتصريف الرياح والسحاب المسخر بين السماء والأرض لآيات لقوم يعقلون 164}

صفحة 679 - الجزء 1

قوله تعالى: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ١٦٤}

  · القراءة: قرأ حمزة والكسائي: «الريح» على التوحيد والباقون «الرياح» على الجمع، ولم يختلفوا في توحيد ما ليس فيه ألف ولام، قال ابن عباس: الرياح للرحمة، والريح للعذاب، واختلف القراء، فقرأ أبو جعفر «الرياح» على الجمع كل القرآن إلا في الذاريات {الرِّيحَ العَقِيمَ} فإنه وَحَّدَه، وقرأ أبو عمرو وعاصم وابن عامر ويعقوب «الرياح» على الجمع في عشرة مواضع: البقرة، والأعراف، والحجر، والكهف، والفرقان، والنمل، والروم موضعين، والجاثية، وفاطر. وقرأ نافع اثني عشر موضعًا هذه العشرة، وفي إبراهيم {كرَمَادٍ اشتَدَّت بِهِ الرِّيحُ} وفي (عسق) {إِنْ يَشَأْ يُسْكِنِ الرِّيحَ} وقرأ ابن كثير الرياح في خمسة مواضع:

  البقرة، والحجر، والكهف، والروم الأول منها، والجاثية. وقرأ حمزة «الرياح» في موضعين: في الفرقان، والروم. وقرأ الكسائي في ثلاثة مواضع: في الحجر، والفرقان، والروم الأول منهما.

  · اللغة: الخلق: إحداث الشيء على تقديرٍ من غير احتذاء على مثال، والخلق والمخلوق بمعنى، وقيل: هما غيران، والأول أوجه.

  والسماوات: جمع سماء، ويقال لكل سقف سماء غير أنه إذا أطلق لم يفهم منه غير السماوات، وأصله من السُّمُوِّ وهو العلو، سما يسمو سموًّا.