التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {ويقول الإنسان أإذا ما مت لسوف أخرج حيا 66 أولا يذكر الإنسان أنا خلقناه من قبل ولم يك شيئا 67 فوربك لنحشرنهم والشياطين ثم لنحضرنهم حول جهنم جثيا 68 ثم لننزعن من كل شيعة أيهم أشد على الرحمن عتيا 69 ثم لنحن أعلم بالذين هم أولى بها صليا 70}

صفحة 4589 - الجزء 6

  ويدل قوله: «هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا» أي: لا شبيه له؛ فيبطل قول المشبهة والمجسمة ومن يثبت الجهة والمكان.

قوله تعالى: {وَيَقُولُ الْإِنْسَانُ أَإِذَا مَا مِتُّ لَسَوْفَ أُخْرَجُ حَيًّا ٦٦ أَوَلَا يَذْكُرُ الْإِنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ يَكُ شَيْئًا ٦٧ فَوَرَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهُمْ وَالشَّيَاطِينَ ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِيًّا ٦٨ ثُمَّ لَنَنْزِعَنَّ مِنْ كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمَنِ عِتِيًّا ٦٩ ثُمَّ لَنَحْنُ أَعْلَمُ بِالَّذِينَ هُمْ أَوْلَى بِهَا صِلِيًّا ٧٠}

  · القراءة: قرأ نافع وعاصم وابن عامر ويعقوب: «أَوَلَا يَذْكُرُ الْإِنْسَانُ» ساكنة الذال خفيفة الكاف مضمومة من ذَكَرَ يَذْكُرُ، أراد أَوَلاَ يعلم.

  وقرأ الباقون: «يذَّكَّر» بفتح الذال والكاف مشددتين، أي: يتذكر ويتفكر، وأصله يتذكر وأدغمت التاء في الذال.

  والخلاف في «جثيا» قد بَيَّنَّاهُ: بعضهم بضم الجيم وبعضهم بكسرها.

  · اللغة: الجُثِيُّ: جمع جاث، والجاثي البارك على ركبتيه، وأصله جُثُويّ؛ لأنه من الجثو، يقال: جثا يجثو، واستثقلوا الواو مع الياء فقلبوها ياء وأدغموها في الياء فصار (جثيا).