قوله تعالى: {أم تريدون أن تسألوا رسولكم كما سئل موسى من قبل ومن يتبدل الكفر بالإيمان فقد ضل سواء السبيل 108}
  أحدها: التحذير من سخط اللَّه وعقابه؛ إذ لا أحد يمنع منه.
  والثاني: التسكين لنفوس المؤمنين بأنه تعالى ناصرهم دون غيره، فلا يعتد بغيره مع نصره.
  والثالث: التفريق بين حالهم وحال الكفار مدحًا لهم، وذمًّا لأولئك، في معنى قول أبي علي.
قوله تعالى: {أَمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَسْأَلُوا رَسُولَكُمْ كَمَا سُئِلَ مُوسَى مِنْ قَبْلُ وَمَنْ يَتَبَدَّلِ الْكُفْرَ بِالْإِيمَانِ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ ١٠٨}
  · القراءة: قراءة العامة «سئل» بالهمز وضم السين، وعن بعضهم «سيل» نحو قيل، وروي بتليين الهمزة مخففة، وضم السين «سئل».
  · اللغة: السؤال: طلب أمر ممن يَعْلَمُ معنى الطلب، سأل يسأل سؤالاً، فهو سائل، وذلك مسؤول.
  والسبيل: الطريق يُذَكَّرُ ويؤنث، والجمع السُّبُلُ، والسابلة المختلفة في الطرقات في حوائجهم، وجمعه سوابل.
  وسواء بالمد على ثلاثة أوجه: بمعنى قصد، وعدل، وبمعنى وسط نحو قوله:
  {فَاطَّلَعَ فَرَآهُ فِي سَوَاءِ الْجَحِيمِ} وبمعنى (غير)، كقولك: كل أحد أتاني سواك أي غيرك.
  · الإعراب: يقال: ما معنى (أم) في قوله: «أَمْ تُرِيدُونَ»؟