التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا 41 يومئذ يود الذين كفروا وعصوا الرسول لو تسوى بهم الأرض ولا يكتمون الله حديثا 42}

صفحة 1561 - الجزء 2

  تدل على إثبات المعاد.

  وتدل الآية الثانية على أنه تعالى يقدر على الظلم؛ لذلك تمدح بنفيه فيبطل قول الْمُجْبِرَة.

  وتدل على أنه لا يظلم الناس فثبت أن الظالم من يفعل الظلم.

  وتدل على وجوب الثواب وأن منعه ظلم عن أبي علي.

  وتدل على أنه لا ينتقص حق أحد وإن قل، قال الحسن: ميزان الآخرة يثقل فيه ذرة وإن كان لا يتبين في موازين الدنيا.

  وتدل على الموازنة؛ لأنه لو لم ينقص من عقابه لكان نقص حقه.

  وتدل على أنَّه يثيب العبد جزاء عمله ولذلك سماه أجرا؛ لأنه يقابل العمل.

قوله تعالى: {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا ٤١ يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَعَصَوُا الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الْأَرْضُ وَلَا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثًا ٤٢}

  · القراءة: قرأ أبو جعفر ونافع وابن عامر «تَسَّوَى» بفتح التاء مشددة السين بمعنى تَتَسَوَّى، وأدغمت التاء الثانية في السين، وقرأ حمزة والكسائي «تَسَوَّى» بفتح التاء وتخفيف السين على حذف التاء. والأرض هي الفاعلة كقوله: {لَا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ} وقرأ ابن كثير وعاصم وأبو عمرو ويعقوب بضم التاء وتخفيف السين على المجهول.

  · اللغة: (كيف): سؤال عن الحال، ثم يستعمل في معنى التوبيخ والتقريع، تقول العرب للرجل في الشيء يتوقع: كيف يمكن إذا كان كذا؟.

  والأمَّة: الجماعة، والشهيد: الشاهد الذي يشهد بما علم.