التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {إن المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى يراءون الناس ولا يذكرون الله إلا قليلا 142 مذبذبين بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء ومن يضلل الله فلن تجد له سبيلا 143}

صفحة 1795 - الجزء 3

  كانت غير مدخول بها بانت في الحال، وإن كانت مدخولاً بها لا تبين حتى تحيض ثلاث حيض.

  ومنها: إذا هاجرت مسلمة إلى دار الإسلام فلا عدة عليها عند أبي حنيفة، وقال الشافعي: عليها العدة، واستدل أبو حنيفة بالآية.

  ومنها: إذا تزوج كافر مسلمة أجمعوا أنه لا يجوز، واستدلوا بالآية أيضًا.

  ومنها: لا يجوز أن يكون شاهدًا على المؤمن ولا قاضيًا ولا وليًا، ولا شيئًا مما فيه ولاية للآية.

قوله تعالى: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا ١٤٢ مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لَا إِلَى هَؤُلَاءِ وَلَا إِلَى هَؤُلَاءِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلًا ١٤٣}

  · اللغة: الخداع: خلاف إظهار الإنذار للاغترار، فهذا أصله، وذلك لا يجوز عليه تعالى؛ لأنه لا يخادع ولا يخادَع، فالمخادعة من جهته إما أن تحمل على الجزاء والتشبيه في أنه يوهم أنه نجاة، فيكون في الباطن هلاكًا، يقال: خدعت الرجل ختلته، ومنه: الحرب خُدْعَة، وكان الكسائي يقول: خَدْعَة على وزن «فعَلة»، بفتح العين.

  والكسل: التثاقل عن الشيء لمشقة فيه، وهو خلاف النشاط، ويُقال: امرأة مِكْسَال: لا تكاد تبرح مجلسها، والإكسال: أن يخالط الرجل أهله فلا ينزل، كأنه تثاقل عن الإنزال.

  والرياء: إظهار الجميل ليراه الناس.