التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {لا أقسم بهذا البلد 1 وأنت حل بهذا البلد 2 ووالد وما ولد 3 لقد خلقنا الإنسان في كبد 4 أيحسب أن لن يقدر عليه أحد 5 يقول أهلكت مالا لبدا 6 أيحسب أن لم يره أحد 7 ألم نجعل له عينين 8 ولسانا وشفتين 9 وهديناه النجدين 10}

صفحة 7415 - الجزء 10

سورة البلد

  مكية فيما روي، وهي عشرون آية.

  وعن أُبَيٍّ بن كعب، عن النبي ÷: «من قرأ سورة (البلد) أعطاه الله الأمن من غضبه يوم القيامة».

  ولما ختم سورة (الفجر) بالوعد والوعيد وذكر العبد وحال الفريقين، بيّن في هذه السورة ذلك، وبيّن بماذا ينال، وأكد القسم.

قوله تعالى: {لَا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ ١ وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ ٢ وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ ٣ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ ٤ أَيَحْسَبُ أَنْ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ ٥ يَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالًا لُبَدًا ٦ أَيَحْسَبُ أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ ٧ أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ ٨ وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ ٩ وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ ١٠}

  · القراءة: قرأ أبو جعفر وحده: «لُبَّدًا» مشددة الباء على الجمع، مثل: راكع وركَّع، وساجد وسجَّد، وقرأ مجاهد بضم اللام والباء، كقولك: أمر نُكُرُ، ورجال جُنُبٌ، والقراء كلهم على ضم اللام وفتح الباء مخففة، وفيه وجهان:

  أحدهما: أن تكون جمعًا، واحدها: لِبْدَةٌ.

  والثاني: أن تكون على الواحد، مثل: قيم، وليس بمعدول.