قوله تعالى: {وإن كادوا ليستفزونك من الأرض ليخرجوك منها وإذا لا يلبثون خلافك إلا قليلا 76 سنة من قد أرسلنا قبلك من رسلنا ولا تجد لسنتنا تحويلا 77}
  ومتى قيل: ما روي أنه مس الصنم هل تصححون ذلك؟، ومسه كفر أم فسق؟
  فجوابنا: روي ذلك، فإن صح ذلك فإنما مسه للكسر والمنع منه لا للتعظيم، ومسه على وجه الكسر والإبطال عبادة، وللتعظيم كفر، ومسه لا للوجهين ليس بمعصية لأنه حجر إلا أنه لا يجوز أن يمس ما لم يبين لأنه يكون مفسدة.
  وتدل على أن الافتتان فعلُهم، وأن الركون لو وجد لكان فعله، فيصح قولنا في المخلوق.
قوله تعالى: {وَإِنْ كَادُوا لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الْأَرْضِ لِيُخْرِجُوكَ مِنْهَا وَإِذًا لَا يَلْبَثُونَ خِلَافَكَ إِلَّا قَلِيلًا ٧٦ سُنَّةَ مَنْ قَدْ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنْ رُسُلِنَا وَلَا تَجِدُ لِسُنَّتِنَا تَحْوِيلًا ٧٧}
  · القراءة: قرأ أبو جعفر ونافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو بكر عن عاصم: «خَلْفَكَ» بفتح الخاء وسكون اللام بغير ألف. وقرأ ابن عامر وحفص عن عاصم وحمزة والكسائي ويعقوب: «خِلَافَكَ» بكسر الخاء وفتح اللام وبعدها ألف اعتبارًا بقوله: {فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلَافَ رَسُولِ اللَّهِ}[التوبة: ٨١]. قيل: الخلف والخلاف بمعنى، قال أبو مسلم: سواء قولك: خلافك وخلفك، ووراءك وبعدك، كلها بمعنى، وقال الأزهري: «خلافك» أي: بمخالفتك.