قوله تعالى: {ولقد أرسلنا نوحا إلى قومه إني لكم نذير مبين 25 أن لا تعبدوا إلا الله إني أخاف عليكم عذاب يوم أليم 26 فقال الملأ الذين كفروا من قومه ما نراك إلا بشرا مثلنا وما نراك اتبعك إلا الذين هم أراذلنا بادي الرأي وما نرى لكم علينا من فضل بل نظنكم كاذبين 27}
  والأصم؛ لأن المؤمن ينتفع لاستعماله إياها في الدين، والكافر لا ينتفع، فصارت كالمعدومة «هَلْ يَسْتَوِيَانِ» قيل: لا يستويان في استحقاق الثواب، وقيل: كيف يستويان؟ وقيل: لا تستوي صفتهما عند العقلاء، عن أبي علي، وإنما ذكر على وجه التنبيه، وإن كان المعدود أربعًا؛ لأنه جعل الأعمى والأصم حزبًا، وهم الكفار، والسميع والبصير حزبًا، وهم المؤمنون «أَفَلَا تَذَكَّرُونَ» أي: هلا تتفكرون في النعم فتشكروها.
  · الأحكام: تدل الآية أن الجنة تنال بجميع ما ذكر، خلاف قول المرجئة.
  وتدل على أن الإيمان والعمل والإخبات فعل العبد، فيبطل قول الْمُجْبِرَةِ.
  وتدل على أن الخشوع في العبادة شرط فيها ليقع موقعها.
  وتدل على أن المؤمن في اهتدائه كالبصير، والكافر في تحيره كالأعمى.
  ويدل قوله: «أَفَلَا تَذَكَّرُونَ» على وجوب النظر، وبطلان التقليد.
قوله تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ ٢٥ أَنْ لَا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ أَلِيمٍ ٢٦ فَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ مَا نَرَاكَ إِلَّا بَشَرًا مِثْلَنَا وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرَّأْيِ وَمَا نَرَى لَكُمْ عَلَيْنَا مِنْ فَضْلٍ بَلْ نَظُنُّكُمْ كَاذِبِينَ ٢٧}
  · القراءة: قرأ أبو جعفر وابن كثير وأبو عمرو والكسائي ويعقوب: «أَنِّي لَكُمْ» بفتح الألف