التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {يس 1 والقرآن الحكيم 2 إنك لمن المرسلين 3 على صراط مستقيم 4 تنزيل العزيز الرحيم 5 لتنذر قوما ما أنذر آباؤهم فهم غافلون 6 لقد حق القول على أكثرهم فهم لا يؤمنون 7 إنا جعلنا في أعناقهم أغلالا فهي إلى الأذقان فهم مقمحون 8 وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا فأغشيناهم فهم لا يبصرون 9 وسواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون 10}

صفحة 5864 - الجزء 8

  وعن عائشة أن النبي ÷ قال: «إن في القرآن سورة تشفع لقارئها وتغفر لمستمعها؛ ألا وهي سورة (يس)».

  وعن أُبَيٍّ بن كعب: أن النبي ÷ قال: «من قرأ (يس) يريد به وجه الله تعالى غفر الله له، وأعطي من الأجر كأنما قرأ القرآن [اثنتي] عشرة مرة، وأيما مريض قرئ عنده (يس) نزل عليه بعدد كل حرف عشرة أملاك يقومون بين يديه صفوفًا، فيصُّلون ويشفعون له، ويشهدون قبضه وغسله، ويتبعون جنازته، ويصلون عليه، ويشهدون دفنه، وأيما مريض قرأ سورة (يس) في سكرات الموت لم يقبض ملك الموت روحه حتى يجيء رضوان خازن الجنة بِشَرْبَةٍ من الجنة فيشربها وهو على فراشه، فيموت وهو ريان، ويبعث وهو ريان، ويحاسب وهو ريان، ولا يحتاج إلى حوض من حياض الأنبياء حتى يدخل الجنة وهو ريان».

  وعن أبي هريرة، عن النبي ÷: «من قرأ سورة (يس) في ليلة أصبح مغفورًا له».

  وعن أنس، عن النبي ÷: «من دخل المقابر فقرأ سورة (يس) خفف عنهم يومئذ، وكان له بعدد من فيها حسنات».

قوله تعالى: {يس ١ وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ ٢ إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ ٣ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ٤ تَنْزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ ٥ لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أُنْذِرَ آبَاؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُونَ ٦ لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلَى أَكْثَرِهِمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ ٧ إِنَّا جَعَلْنَا فِي أَعْنَاقِهِمْ أَغْلَالًا فَهِيَ إِلَى الْأَذْقَانِ فَهُمْ مُقْمَحُونَ ٨ وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ ٩ وَسَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ ١٠}