التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {فلم تقتلوهم ولكن الله قتلهم وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى وليبلي المؤمنين منه بلاء حسنا إن الله سميع عليم 17 ذلكم وأن الله موهن كيد الكافرين 18}

صفحة 2877 - الجزء 4

  الثالث: الآية منسوخة بقوله: {الْآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ} عن عطاء بن أبي رباح. وإذا أمكن الجمع بين الآيتين من غير نسخ لم يصح حمله على النسخ.

قوله تعالى: {فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلَاءً حَسَنًا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ١٧ ذَلِكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ مُوهِنُ كَيْدِ الْكَافِرِينَ ١٨}

  · القراءة: قرأ أبو جعفر، ونافع، وابن كثير، وأبو عمرو «مُوَهِّنُ» بفتح الواو وتشديد الهاء من وَهَّنَ يُوَهِّن، وتنوين النون «كيد» بالنصب.

  وقرأ أبو بكر عن عاصم وابن عامر وحمزة والكسائي، «مُوْهِنُ» بسكون الواو والتخفيف والتنوين «كيدَ» بالنصب من واهن يوهن.

  وقرأ حفص عن عامر بالتخفيف غير منون «كيدِ» بالخفض على الإضافة، وهو قراءة الحسن والأعمش، فالتشديد للمبالغة، والتخفيف لطلب الخفة.

  · اللغة: البلاء: الاختبار، بلوته: اختبرته، ويبتلي: يختبر، والبلاء النعمة والنصرة من ذلك، والبلاء: المحنة والشدة منه أيضًا؛ لأن النعمة لإظهار الشكر، والمحنة لإظهار الصبر، والابتلاء لظهور الخير والشر.

  والوهن: الضعف، وهن الشيء يهن وهنًا، وأوهنته أنا، ووهنته: ضعفته، وَهَنَ وأَوْهَنَ لغتان صحيحتان، والتوهين: إيقاع الوهن في الشيء.