التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه أفتتخذونه وذريته أولياء من دوني وهم لكم عدو بئس للظالمين بدلا 50 ما أشهدتهم خلق السماوات والأرض ولا خلق أنفسهم وما كنت متخذ المضلين عضدا 51 ويوم يقول نادوا شركائي الذين زعمتم فدعوهم فلم يستجيبوا لهم وجعلنا بينهم موبقا 52}

صفحة 4433 - الجزء 6

  وتدل على أن الصغيرة يستحق بها العقاب إذا جتمعت مع الكبائر.

  وتدل على أن العبد فاعل في الحقيقة لذلك قال: {وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا}، وكذلك عرض كتب أعمالهم وحوسبوا.

  ويدل قوله: {وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا} أن الكفر والمعاصي ليس من خلق اللَّه تعالى، إذ لو خلقه فيهم ثم عذبهم لكان ظلماً.

  وتدل على بطلان قولهم في أطفال المشركين، لأنه لا ذنب لهم، فعذابهم ظلم، عن أبي علي.

قوله تعالى: {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا ٥٠ مَا أَشْهَدْتُهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَا خَلْقَ أَنْفُسِهِمْ وَمَا كُنْتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدًا ٥١ وَيَوْمَ يَقُولُ نَادُوا شُرَكَائِيَ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ مَوْبِقًا ٥٢}

  · القراءة: قرأ أبو جعفرْ: «أشهدناهم» بالنون على التعظيم، وقرأ الباقون: «أشهدتهم» بالتاء.

  وقرأ حمزة: «ويوم نقول» بالنون مضافاً إليه تعالى، وقرأ الباقون بالتاء.