قوله تعالى: {الله الذي جعل لكم الليل لتسكنوا فيه والنهار مبصرا إن الله لذو فضل على الناس ولكن أكثر الناس لا يشكرون 61 ذلكم الله ربكم خالق كل شيء لا إله إلا هو فأنى تؤفكون 62 كذلك يؤفك الذين كانوا بآيات الله يجحدون 63 الله الذي جعل لكم الأرض قرارا والسماء بناء وصوركم فأحسن صوركم ورزقكم من الطيبات ذلكم الله ربكم فتبارك الله رب العالمين 64 هو الحي لا إله إلا هو فادعوه مخلصين له الدين الحمد لله رب العالمين 65}
  وتدل على أنه يضمن الإجابة.
  ومتى قيل: نحن نرى كثيرًا من الأدعية لا تستجاب؟
  قلنا: إنما يستجيبه لعبده المؤمن؛ لأنه يجري مجرى الثواب، ويتقدم ويتأخر بحسب المصلحة، ولا بد في الدعاء أن يكون مشروطًا بالصلاح.
  ومتى قيل: إذا كان الصلاح في فعله لا بد أن يفعله، فما معنى الدعاء؟
  قلنا: ربما يكون الصلاح في فعله إذا تقدم الدعاء، فلولا الدعاء لما كان صلاحًا.
  ومتى قيل: لِمَ وجب الدعاء حتى ذم على تركه؟
  قلنا: لما فيه من الإخلاص، والانقطاع إليه، والاعتراف بأن النعم منه، وأن الجاحد بذلك لا يرجع إليه.
  ومتى قلنا: إن المراد بالدعاء العبادة فلا كلام، والإخلاص هو قول أكثر المفسرين.
قوله تعالى: {اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ ٦١ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ ٦٢ كَذَلِكَ يُؤْفَكُ الَّذِينَ كَانُوا بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ ٦٣ اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَرَارًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَتَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ٦٤ هُوَ الْحَيُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ٦٥}