قوله تعالى: {أومن كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها كذلك زين للكافرين ما كانوا يعملون 122 وكذلك جعلنا في كل قرية أكابر مجرميها ليمكروا فيها وما يمكرون إلا بأنفسهم وما يشعرون 123}
  والآخر مجوسيًّا فعند أبي حنيفة يعتبر خيرهما دينًا في حل أكله، وهو قول الهادي، وقال مالك: تعتبر ملة الأب، واختلفوا في الكتابي إذا سَمَّى المسيح، فالأكثر على أنه لا يحل، وهو المروي عن علي وابن عمر، وقيل: تحل، وليس بشيء لظاهر قوله: {أهُلَّ لِغَيرِ اللَّهِ} واختلفوا هل في الآية نسخ؟ فقيل: نعم عن الحسن وعكرمة نُسِخَ بقوله: {وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ} وقال غيرهما: لم ينسخ منه شيء؛ لأن أهل الكتاب اختصوا باسم، ويذكرون اسم اللَّه على ذبائحهم، فهذه الآية وردت في المشركين والمجوس على ما بَيّنَّا.
قوله تعالى: {أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ١٢٢ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجْرِمِيهَا لِيَمْكُرُوا فِيهَا وَمَا يَمْكُرُونَ إِلَّا بِأَنْفُسِهِمْ وَمَا يَشْعُرُونَ ١٢٣}
  · اللغة: الموت والحياة عرضان ضدان يتعاقبان على الجملة، لا يقدر عليهما إلا اللَّه تعالى، وقال أبو هاشم: الموت ليس بمعنى، وإنما هو بطلان الحياة، والذي يدل على أنه معنى قول اللَّه تعالى [الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ].
  والنور: جسم مضيء، والظلمة: جسم، وهما جسمان محدثان، ثم يشبه العلم والآيات بالنور والحياة؛ لأنه يُهْتَدَى به كما يهتدى بالنور، ويدرك به كما يدرك بالحياة، ويشبه الجهل والكفر بالظلمة؛ لأنه يؤدي إلى الحيرة والهلكة.
  والمكر والغدر نظائر، وأصله: الفتل، جارية ممكورة أي: ملتفة البدن، والمكر: الفتل إلى خلاف الرشد.
  وأكابر: جمع أكبر، كأفاضل وأفضل، وأساود وأسود، والأكابر جمع الأسماء، والكبر جمع الصفات، وقد قالوا: الأكابرة والأصاغرة، مثل الأساورة.