التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {قالوا وأقبلوا عليهم ماذا تفقدون 71 قالوا نفقد صواع الملك ولمن جاء به حمل بعير وأنا به زعيم 72 قالوا تالله لقد علمتم ما جئنا لنفسد في الأرض وما كنا سارقين 73}

صفحة 3683 - الجزء 5

  وتدل على أنه نودي بالسرقة، فأما أن يقال: كان بغير أمر يوسف، أو كان تعريضًا؛ لأنه # كما لا يجوز أن يكذب لا يجوز أن يأمر بالكذب، ولا شبهة أنه كَذِبٌ في الظاهر.

قوله تعالى: {قَالُوا وَأَقْبَلُوا عَلَيْهِمْ مَاذَا تَفْقِدُونَ ٧١ قَالُوا نَفْقِدُ صُوَاعَ الْمَلِكِ وَلِمَنْ جَاءَ بِهِ حِمْلُ بَعِيرٍ وَأَنَا بِهِ زَعِيمٌ ٧٢ قَالُوا تَاللَّهِ لَقَدْ عَلِمْتُمْ مَا جِئْنَا لِنُفْسِدَ فِي الْأَرْضِ وَمَا كُنَّا سَارِقِينَ ٧٣}

  · القراءة: قراءة العامة: {صُوَاعَ الْمَلِكِ} وعن أبي هريرة: (صاع الملك) والصاع هو الصواع عند جماعة أهل اللغة، وذكر الأصم أن الصاع غير الصواع، وجمع الصواع: صِيعان، وجمع الصاع: أَصْوُعٌ، وقرأ أبو رجاء: (صوع الملك) بالواو، وقرأ يحيى بن يعمر: (صوغ) معجمة بالغين من حرف مصدر صاغ يصوغ صوغًا، يقال: صغت الشيء صوغًا، ومنه: الحديث: «كذبة كذبها الصواغون» قال أبو هريرة: لما قيل له: خرج الرجال، فقال: صاغ كذبًا، وصاغ شعرًا.

  · اللغة: الإقبال: مجيء الشيء على [جهة] المقابلة، ونظيره: التوجه، ونقيضه: الإدبار، والإقبال - إذا أطلق - يراد به الإقبال على الخير والصلاح، وإنما يجوز خلاف ذلك بالبعيد.

  والفقد: غيبة الشيء، عن الحسن، بحيث لا يرى أين هو، والفاقد: المرأة تفقد