التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين 190}

صفحة 787 - الجزء 1

  · الأحكام: الآية تدل على صانع مدبر حكيم حيث يزيد في القمر وينقص.

  وتدل على نعمة فيها دينًا ودنيا على ما بينا من أمر الحج والعمرة والصيام، وآجال الديون والإجارات.

  ويدل قوله: «الحج» على إثبات عبادة الحج.

  وتدل على أن الاسم شرعي لتناوله أفعالاً مخصوصة لم يعرفها أهل اللغة.

  ويدل قوله: «وَلَكِنَّ البرَّ من اتقى» على بطلان قول المرجئة حيث لا ينتفع بالبر إلا من اتقى الكبائر.

  ويدل قوله: «لعلكم تفلحون» على بطلان قول الجبر؛ لأنه يدل أنه أراد من الجميع الفلاح.

قوله تعالى: {وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ ١٩٠}

  · اللغة: الاعتداء: مجاوزة الحد، ومنه عَدَا طَوْرَهُ أي جاوز حده.

  والسبيل: الطريق، وسبيل اللَّه: دينه وطريقه الذي بينه لعباده ليسلكوه.

  والمحبة: الإرادة، ويستعمل بمعنى الشهوة.

  · النزول: قيل: إنها أول آية نزلت في القتال، ثم نزل بعدها {وَقاتلوا الْمُشْرِكينَ كَافَّةً} عن ابن زيد والربيع، وروى الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس