قوله تعالى: {قل لا أقول لكم عندي خزائن الله ولا أعلم الغيب ولا أقول لكم إني ملك إن أتبع إلا ما يوحى إلي قل هل يستوي الأعمى والبصير أفلا تتفكرون 50}
  وتدل على وجوب النظر؛ لذلك ذمهم على الإعراض عنها.
  وتدل الآية الثانية أنه لا رسول إلا ومعه وعد ووعيد، ولا يجوز خلوهما من أمر ونهي، فيبطل قول من جوز رسولاً بلا شرعة، ويبطل فَرْقُهُم بين الرسول والنبي ÷.
  وتدل على أن المؤمن لا يخاف ولا يحزن في القيامة، خلاف ما تقوله الإخشيدية والحشوية.
  وتدل على أن زوال الخوف والحزن بالإيمان والصلاح، فيبطل قول المرجئة.
  وتدل آخر الآيات أن العذاب يستحق بالعمل، فيبطل قول الْمُجْبِرَةِ.
  وتدل على أن الإيمان والكفر والفسق فِعْلُهم، فيبطل قول الْمُجْبِرَةِ في المخلوق.
قوله تعالى: {قُلْ لَا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلَا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَفَلَا تَتَفَكَّرُونَ ٥٠}
  · اللغة: الخزن: إحراز الشيء بحيث لا تناله الأيدي، خَزَنيَ خْزُنُ خزنًا، نحو: نصر ينصر نصرًا فهو خازن، والشيء مخزون، ومنه خزن اللحم، إذا تغير؛ لأنه يخبأ حتى ينتن.
  والغيب: ما غاب عنك، ومنه: غابت الشمس، وكل ما يدرك بالحواس ويعلم بالاستدلال فليس بغيب، وقيل: الغيب ما غاب عن الحواس.
  والاتباع: طلب اللحوق بالسابق، وكل من اقتدى بغيره فيما يفعله أو يعتقده فهو متبع له، ولما كان النبي ÷ يعمل بحسب الوحي كان متبعًا له.
  والوحي: إلقاء المعنى إليه من وجه خفي.
  والبصير: ما كان على صفة يبصر المبصَر إذا وجد، والمُبْصِر: من يبصره،