التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين 103 وما تسألهم عليه من أجر إن هو إلا ذكر للعالمين 104 وكأين من آية في السماوات والأرض يمرون عليها وهم عنها معرضون 105 وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون 106 أفأمنوا أن تأتيهم غاشية من عذاب الله أو تأتيهم الساعة بغتة وهم لا يشعرون 107}

صفحة 3722 - الجزء 5

  وتدل على أن رفع الغير على السرير تعظيمًا له جائز.

  وتدل على أن السجود لغير اللَّه على غير وجه العبادة يجوز، وأن ذلك يعتبر بالقصد.

  وتدل على أن نزغات الشيطان فِعْلُهُ، وما يفعله العباد فِعْلُهُمْ، ليس شيء من ذلك خلق اللَّه تعالى؛ لذلك أضافها إلى الشيطان؛ بل على زعمهم جميع ذلك من الرحمن، ولأنه أضاف النعم إلى اللَّه والوسوسة إلى الشيطان، ولو كان الجميع خلقًا لله تعالى ما كان للفرق معنى.

  وتدل على معجزة لنبينا ÷ حيث قص هذه القصص من غير أن قرأ كتابًا، وسمع حديثًا، أو خالطه أهله مع صحة ما أخبر.

قوله تعالى: {وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ ١٠٣ وَمَا تَسْأَلُهُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ ١٠٤ وَكَأَيِّنْ مِنْ آيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ ١٠٥ وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ ١٠٦ أَفَأَمِنُوا أَنْ تَأْتِيَهُمْ غَاشِيَةٌ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ أَوْ تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ ١٠٧}

  · القراءة: «كَأَيِّنْ» قرئ بالمد على وزن [كاعن]. «وَكَأَيِّنْ» بغير مد وتشديد الياء، وقد تقدم بيانه.

  قراءة العامة: «وَالْأَرْضِ» بالكسر عطفًا على السماوات، وعن عكرمة أنه قرأ بالرفع على الابتداء؛ لأنه قطع على قوله: «السماوات»، ثم ابتدأ والأرضُ، وعن بعضهم بالنصب.

  و «يَمُرُّونَ» قراءة العامة، وروي أن في قراءة ابن مسعود: «يمشون عليها».