التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {الذين يوفون بعهد الله ولا ينقضون الميثاق 20 والذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل ويخشون ربهم ويخافون سوء الحساب 21 والذين صبروا ابتغاء وجه ربهم وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية ويدرءون بالحسنة السيئة أولئك لهم عقبى الدار 22 جنات عدن يدخلونها ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم والملائكة يدخلون عليهم من كل باب 23 سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار 24}

صفحة 3779 - الجزء 5

  الإنكار، أي: لا يستوي من يعلم الحق كمن لا يعلم وهو بمنزلة الأعمى، قيل: القرآن والدين، وقيل: لا يستويان في الثواب «إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الألْبَابِ» يعني يتعظ ويتدبر «أُولُو الألْبَاب» أي: ذوو العقول إذا تدبروا بعقولهم.

  · الأحكام: في الآية تنبيه للمكلف على التفكر في الأدلة والأمثال، وحث على طلب العلم ومجانبة الجهل، وإتيان الحق، واجتناب الباطل، وأن من آثر الحق فمثله كالماء الصافي، والمتمسك بالباطل مثله كالزبد لا ينتفع به.

  قال القاضي: وإذا تأمل المتأمل ما في هذه الآيات من ضروب الفوائد وإيجاز اللفظ، علم أن ذلك مما لا يحتمله إلا كلام هو معجز، وليس من كلام البشر.

قوله تعالى: {الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَلَا يَنْقُضُونَ الْمِيثَاقَ ٢٠ وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ ٢١ وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُولَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ ٢٢ جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ ٢٣ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ ٢٤}

  · القراءة: قرأ ابن كثير وأبو عمرو: «يُدخَلونها» بضم الياء وفتح الخاء، على ما لم يسم فاعله، وقرأ الباقون بفتح الياء وضم الخاء، على إسناد الدخول إليهم.

  · اللغة: الوصل: ضم الشيء إلى الشيء، من غير فرجة، ونقيضه: الفصل، وهو أن يكون بينهما فرجة، وَصَلَهُ يَصِلُهُ وصلاً، وأوصله إيصالاً، واتصل اتصالاً.