التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {يسألونك ماذا ينفقون قل ما أنفقتم من خير فللوالدين والأقربين واليتامى والمساكين وابن السبيل وما تفعلوا من خير فإن الله به عليم 215}

صفحة 865 - الجزء 1

  وتدل على أن المؤمن لا تلحقه محنة فيتمنى نصر اللَّه إلا ويكون النصر قريبًا ومتى قيل: أليس قد يتأخر النصر؟

  قلنا: أيام الدنيا قريبة، على أن المؤمن إما أن يأتيه النصر بالغلبة، أو بتعريف المنزلة.

  ويقال: كيف يكون النصر؟

  قلنا: قد يكون بالغلبة، وقد يكون بالحجة، وقد يكون بما له عند اللَّه من المنزلة، وقد يكون منصورًا بألطاف يخص بها المؤمنين، وقد يكون منصورًا بخواطر وتنبيهات، وكل ذلك من نعمه تعالى على المؤمنين.

قوله تعالى: {يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلْ مَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ ٢١٥}

  · اللغة: السؤال: طلب الجواب بصيغة الكلام.

  والنفقة: إخراج الشيء من ملكه إلى ملك غيره.

  والخير: النفع الحسن.

  والمسكين: الفقير، إلا أنه أسوأ حالاً من الفقير عند أكثر أهل اللغة، وهو قول أبي حنيفة، وعند الشافعي: الفقير أسوأ حالاً، فعلى الأول المسكين الذي لا شيء له، والفقير الذي. له بلغة من العيش، وإن كان لا يكفيه.