قوله تعالى: {وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين 34}
  ويدل قوله: «أَنْبَأَهُمْ» أنه تعالى بين لهم على وجه أزال شبههم، فلما رأوا فضله واتضح لهم خضعوا له.
  وتدل على أن له معجزة عظيمة، فإنه لما فتق لسانه علمه جميع اللغات ومصالح الدين والدنيا، وقيل: إنه تعالى افتتح الإعجاز بالكلام في آدم، وختم به بإنزال القرآن على محمد.
قوله تعالى: {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ ٣٤}
  · القراءة: قرأ أبو جعفر «لِلْمَلَائِكَةُ اسْجُدُوا» بضم التاء حيث كان، وكذلك (قَالَ رَبِّ احْكُمْ بِالْحَقِّ) بضم الباء على نقل ضمة الهمزة إلى ما قبله، ولأنه كره كسرة التاء مع ضمة الجيم، والباقون بكسر التاء لالتقاء الساكنين، وأجمع النحويون على ضعف قراءة أبي جعفر، وقال بعضهم: لا يصح؛ لأن لام الإضافة تخفض الاسم كقولك:
  لزيد مال، ولا يجوز الرفع بوجه عن الزجاج وغيره.
  · اللغة: السجود هو - الخضوع والانحناء، وقيل: هو التذلل يقال: سجد يسجد سجودًا، ثم صار في الشرع اسمًا لوضع الجبهة على الأرض على وجه العبادة، وينقسم إلى سجدة الصلاة، وسجدة السهو، وسجدة التلاوة، وسجدة الشكر، وحقيقته: خفض الرأس على جهة الخضوع.
  والإباء: ترك الطاعة، أبى يَأبى إباءً: ترك الطاعة ومال إلى المعصية، وأبى وامتنع نظائر، وأصل الإباء الامتناع.