قوله تعالى: {ولا تهنوا في ابتغاء القوم إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله ما لا يرجون وكان الله عليما حكيما 104}
  اتفقوا أن آخر وقت العصر عند غروب الشمس، وأول وقت المغرب إذا غربت الشمس وآخره إذا غاب الشفق، واختلفوا فقال أبو حنيفة: الشفق البياض، وأكثر العلماء على أنه الحمرة وهو رواية عن أبي حنيفة، ثم يدخل وقت العشاء الآخرة إلى أن يطلع الفجر، واختلفوا فقال أبو حنيفة: الوجوب يتعلق بآخر الوقت، وما يفعل في أوله مراعي، وقال الشافعي: يتعلق بأول الوقت وله تأخيره من غير بدل، وقال محمد بن شجاع وجماعة: الوجوب يتعلق بأول الوقت وجوبًا موسعًا له تركه إلى بذل هو العزم ومضيق بآخره.
  فأما أي وقت أفضل فقال أبو حنيفة: الإسفار في الفجر، وفي الظهر في الشتاء التعجيل، وفي العصر التأخير إلى وقت تكون الشمس بيضاء نقية، والتعجيل في المغرب والتأخير في العشاء إلى نصف الليل، وقال الشافعي: التعجيل في الجميع أفضل، واختلفوا فقال أبو حنيفة: للمغرب وقتان، وقال الشافعي: وقت واحد، واختلفوا في الجمع، فقال أبو حنيفة: لا يجوز إلا بعرفة والمزدلفة، وقال الشافعي: يجوز في السفر والمطر، ومن الصلاة ما يكون وقته معتبرًا سببه كصلاة الكسوف والاستسقاء، وصلاة الجنازة، فأما صلاة العيد فموقتة، والجمعة وقتها وقت الظهر، والوتر موقت من بعد العشاء إلى طلوع الفجر، والنوافل منها ما يختص بوقت كسنن الصلاة والتراويح ونحوها، ومنها ما لا يختص، وفي الأوقات ما تكره فيه الصلاة، ومنها ما يختار، وتفصيل ذلك في كتب الفقه.
قوله تعالى: {وَلَا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا ١٠٤}
  · اللغة: الوهن: الضعف، يقال: وهن في الأمر يهن وهنا ووهونًا فهو واهن وأوهنه يوهنه فهو مُوهَن، ووهنه توهينًا، وهذا الوهن من ذلك.