التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {وهو الذي أحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم إن الإنسان لكفور 66 لكل أمة جعلنا منسكا هم ناسكوه فلا ينازعنك في الأمر وادع إلى ربك إنك لعلى هدى مستقيم 67 وإن جادلوك فقل الله أعلم بما تعملون 68 الله يحكم بينكم يوم القيامة فيما كنتم فيه تختلفون 69 ألم تعلم أن الله يعلم ما في السماء والأرض إن ذلك في كتاب إن ذلك على الله يسير 70}

صفحة 5000 - الجزء 7

  · الأحكام: في الآية تنبيه على وحدانيته، وأنه المحدث للأشياء والمتفرد بالإلهية.

  وتدل على أن طريق معرفته هذه الأفعال التي لا تصح من غيره، وقد بينا دلالة كل واحد، وكيفية دلالته.

  ويدل قوله: {الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ} أنَّه لا يفعل القبيح؛ لأن مَنْ كان جميع القبائح منه لا يوصف بأنه حميد.

  ويدل قوله: {وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ} أنها أجسام ثقيلة ساكنة، وهي مقر الملائكة خلاف ما يقول المنجمون.

  ويدل قوله: {لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ} أنه لا يعاقب بغير ذنب.

قوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي أَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ إِنَّ الْإِنْسَانَ لَكَفُورٌ ٦٦ لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا هُمْ نَاسِكُوهُ فَلَا يُنَازِعُنَّكَ فِي الْأَمْرِ وَادْعُ إِلَى رَبِّكَ إِنَّكَ لَعَلَى هُدًى مُسْتَقِيمٍ ٦٧ وَإِنْ جَادَلُوكَ فَقُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا تَعْمَلُونَ ٦٨ اللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ ٦٩ أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ ٧٠}

  · اللغة: أحيا يُحيي إحياءً فهو مُحْيٍ، والحياة عرض يحيا به الإنسان، يقال: حَيِيَ يَحْيَا حَيَاة، والحياة لا يقدر عليها أحدٌ غير اللَّه تعالى، ومن حكمها أن تُصَيِّرَ الأجزاء