التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {وإن إلياس لمن المرسلين 123 إذ قال لقومه ألا تتقون 124 أتدعون بعلا وتذرون أحسن الخالقين 125 الله ربكم ورب آبائكم الأولين 126 فكذبوه فإنهم لمحضرون 127 إلا عباد الله المخلصين 128 وتركنا عليه في الآخرين 129 سلام على إل ياسين 130 إنا كذلك نجزي المحسنين 131 إنه من عبادنا المؤمنين 132}

صفحة 5945 - الجزء 8

  · الأحكام: تدل الآية على عظم نعمه على موسى وهارون.

  وتدل أن جزاء المحسن لا يكون إلا الإحسان؛ فيبطل قول الْمُجْبِرَةِ: إنه ليس بجزاء ويجوز أن يعاقب الأنبياء والمؤمنين ويثيب الكفار والفراعنة.

  وتدل على أن اسم الإيمان اسم مدح، وأنه نقل إلى ذلك شرعًا.

قوله تعالى: {وَإِنَّ إِلْيَاسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ ١٢٣ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَلَا تَتَّقُونَ ١٢٤ أَتَدْعُونَ بَعْلًا وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخَالِقِينَ ١٢٥ اللَّهَ رَبَّكُمْ وَرَبَّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ ١٢٦ فَكَذَّبُوهُ فَإِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ ١٢٧ إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ ١٢٨ وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ ١٢٩ سَلَامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ ١٣٠ إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ ١٣١ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ ١٣٢}

  · القراءة: قرأ ابن عامر: «وإن الياس» بغير همز على وصل الألف، وقرأ الباقون بالهمز بقطع الألف، قال أبو بكر بن مهران: من ذكر عنه وصل الألف فقد أخطأ، وكان أهل الشام ينكرونه، ولا يعرفونه.

  وقرأ حمزة والكسائي وحفص عن عاصم: {اللَّهَ رَبَّكُمْ} بالنصب على البدل من (أَحْسَنَ)، وقرأ الباقون: «اللَّهُ رَبُّكُمْ وَرَبُّ» بالرفع على الاستئناف والابتداء، والأول اختيار أبي حاتم وأبي عبيد.

  وقرأ نافع وابن عامر ويعقوب: «آلِ ياسين» بالمد وفتح الألف وكسر اللام مقطوعة من ياسين، وقرأ الباقون بكسر الألف وجزم اللام وصله بياسين، فمن قرأ بالمد قيل: أراد آل محمد، وقيل: أراد آل ياسين وهو أليق بسياق الكلام، ومن قرأ