التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {اصبر على ما يقولون واذكر عبدنا داوود ذا الأيد إنه أواب 17 إنا سخرنا الجبال معه يسبحن بالعشي والإشراق 18 والطير محشورة كل له أواب 19 وشددنا ملكه وآتيناه الحكمة وفصل الخطاب 20}

صفحة 5979 - الجزء 8

  وَإِنَّ الَّذِي حَاَنت بِفَلْجٍ دمَاؤُهُمْ ... هُمُ القَوْمُ كُلُّ القَوْمَ يَا أُمَّ خَالِدِ

  «إِنْ كُلّ إِلَّا كَذَّبَ الرُّسُلَ» أي: ما منهم أحد إلا كذب الرسول «فَحَقَّ عِقَابِ» أي: وجب عليهم ونزل بهم «وَمَا يَنظُرُ هَؤُلَاءِ» أي: ما ينتظر هَؤُلَاءِ «إِلَّا صَيحَةً وَاحِدَةً» قيل: «النفخة الأولى في الصور» في حديث مرفوع، وقيل: صيحة عذاب «مَا لَهَا مِنْ فَوَاقٍ» أي: من إفاقة بالرجوع إلى الدنيا، عن قتادة، والسدي. وقيل: من رجوع، عن ابن عباس. وقيل: من نظرة، عن مجاهد. وقيل: من فتور كما يفتر المريض، عن ابن زيد. وقيل: من راحة «وَقَالُوا رَبَّنَا عَجِّلْ لَنَا» قيل: لما توعدهم بالعذاب قالوا استهزاءً: عجل كتابنا وما تعدنا به يا محمد «قِطَّنَا» قيل: كتابنا، عن ابن عباس. وهي الصحيفة التي تحصي كل شيء، وقيل: عقوبتنا وما كتب لنا من العذاب في الدنيا، عن الحسن، وقتادة، ومجاهد، والسدي. يعني: حظنا من العذاب، وقيل: نصيبنا، عن سعيد بن جبير. وقيل: حسابنا، عن مجاهد. «قَبْلَ يَوْمِ الْحِساب» أي: قبل يوم القيامة.

  · الأحكام: تدل الآية أن ما جاء به من أمر الله وكل ما قضى لا يتقدم ولا يتأخر.

  وتدل على جهل من استعجل عذابه، وأنه عادة الجهال.

  وتدل على أن التكذيب فعلُهم، حادث من جهتهم.

قوله تعالى: {اصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الْأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ ١٧ إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْرَاقِ ١٨ وَالطَّيْرَ مَحْشُورَةً كُلٌّ لَهُ أَوَّابٌ ١٩ وَشَدَدْنَا مُلْكَهُ وَآتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطَابِ ٢٠}