التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {وقالوا لن تمسنا النار إلا أياما معدودة قل أتخذتم عند الله عهدا فلن يخلف الله عهده أم تقولون على الله ما لا تعلمون 80}

صفحة 454 - الجزء 1

  وتدل على عظيم ذنب مَنْ حَرَّفَ الكتاب والدين أو دعا إلى باطل زجرًا عن سلوك طريقتهم.

  وتدل على ذم من آثر الدنيا على الدين، نهيًا عن مثل ما فعلوا، وكل ذلك ظاهر.

قوله تعالى: {وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَةً قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَهْدًا فَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ٨٠}

  · اللغة: المس: مسك الشيء بيدك، ونظيره اللمس، وأصله اللصوق، وحده: الجمع بين الشيئين على نهاية القرب.

  والعهد: العقد الموثق.

  والإخلاف: نقيض ما تقدم من العهد بالفعل.

  · الإعراب: الألف في قوله: {أَتَّخَذْتُمْ} ألف استفهام، صارت لمعنى التوبيخ والتقريع.

  ويقال: (أم) ههنا منقطعة أم متصلة؟

  قلنا: يحتمل أن تكون متصلة على المعادلة لألف الاستفهام، يعني على أي الحالتين أنتم، كأنه قيل: أتقولون على اللَّه ما لا تعلمون، أم تقولون ما تعلمون، ويحتمل أن تكون منقطعة على تقديم تمام الكلام قبله، كأنه استأنف، وقال: «أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّه مَا لاَ تَعْلَمُونَ» وهي إذا كانت منقطعة بمعنى (بل)، والهمزة.

  ويقال: لم نصب لن؟