قوله تعالى: {وجعلوا لله شركاء الجن وخلقهم وخرقوا له بنين وبنات بغير علم سبحانه وتعالى عما يصفون 100 بديع السماوات والأرض أنى يكون له ولد ولم تكن له صاحبة وخلق كل شيء وهو بكل شيء عليم 101}
  وتدل على بطلان الطبع؛ لأنهم يقولون: عند امتزاج الطبائع تتولد هذه الثمار، فتشابهها من وجه واحد واختلافها من وجه، والطبائع واحدة، دليل على أنه مِنْ صُنْع مدبر حكيم على أن هذه آثار عجيبة فلا يجوز أن يُحَالَ بحدوثها على شيء لا يعقل، وما يشيرون إليه من الطبع لا يعلم ضرورة ولا دليل عليه، وبعد فإن هذه الطبائع إما أن توجب فوجب أن توجب في الحال أو لا توجب فتخرج عن أن تكون علة.
  وتدل على أن المطر يَنْزِلُ من السماء على ما قاله أبو علي؛ لأنه حقيقة الكلام، ولا مانع منه، فيبطل قول من يقول: إنه بخار البحر يتصاعد وينعكس، وبعد فإن ذلك إنما يتصور في شيء أملس كسقف الحمامات، ويكون على طعمه، وماء البحار ملح والمطر عذب، ولأن الغيم شبه دخان، فلا ينعكس منه شيء.
  وتدل على أن النظر فِعْلُهم؛ لذلك أمر به، فيبطل قولهم في المخلوق.
قوله تعالى: {وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ الْجِنَّ وَخَلَقَهُمْ وَخَرَقُوا لَهُ بَنِينَ وَبَنَاتٍ بِغَيْرِ عِلْمٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَصِفُونَ ١٠٠ بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ١٠١}
  · القراءة: قرأ أبو جعفر ونافع: «وخَرَّقوا» مشددة الراء، وقرأ الباقون: «خَرَقُوا» خفيفة الراء، فمن قرأ بالتشديد ذهب به إلى التكثير والمبالغة.
  والقراء كلهم قرأوا: «وخلَقهم» بفتح اللام على فعل ماض، أي: أوجدهم، وقرأ يحيى بن يعمر بسكون اللام وفتح القاف، أراد: إفكهم واقترافهم، وعن يحيى بن وثاب «وخلْقِهم» بسكون اللام وكسر القاف، أي: جعلوا لله شركاء ولخلقهم، يعني: أشركوا مع اللَّه في خلقه إياهم.