قوله تعالى: {واذكر ربك في نفسك تضرعا وخيفة ودون الجهر من القول بالغدو والآصال ولا تكن من الغافلين 205 إن الذين عند ربك لا يستكبرون عن عبادته ويسبحونه وله يسجدون 206}
  · الأحكام: تدل الآية على وجوب الاستماع إذا قرئ القرآن، وهذا عام، فلا معنى لدعوى التخصيص، فأما الإنصات فقد بينا الاختلاف فيه، والصحيح أن المراد به في الصلاة؛ لأن حمله على حال التبليغ - على ما قاله أبو علي - تخصيص بغير دليل، ولأن الاستماع ثَمَّ لا يختص القرآن، وحُمْلُهُ على الخُطَبِ لا يصح؛ لأن السكوت فيها لا يختص القرآن، ولا يصحُّ حمله على العموم؛ لأنه لا خلاف أن الإنصات غير واجب خارج الصلاة عند قراءة القرآن، إلا أنه مندوب إليه، فحينئذ يكون تركًا للظاهر.
  وتدل على وجوب الإنصات؛ لأنه أَمْرُهُ، فيدل على الوجوب؛ لأنه علّق الرحمة به.
  وتدل على أن المأموم لا يقرأ خلف الإمام، وقد اختلف العلماء فيه، وقيل: لا يقرأ القرآن ألبتَّة فيما خافت الإمام أو جهر، وهو مذهب أبي حنيفة وأصحابه. وقال الشافعي: يقرأ في عموم الأحوال، وقال مالك: لا يقرأ فيما يُسمع، ويقرأ فيما لا يسمع، وهو مذهب الهادي #، قال أحمد بنْ يحيى الهادي #:
  إن قرأ فيما يسمع أوْ لم يقرأ فيما لا يسمع لا تصحّ صلاته، وعند أبي حنيفة والشافعي تصحّ صلاته.
قوله تعالى: {وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ وَلَا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ ٢٠٥ إِنَّ الَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ ٢٠٦}
  · القراءة: قرأ العامة «وَخِيفَةً»: «فِعْلَة» من الخوف، وعن بعضهم (خُفْيَة) على وزن (فُعْلَة) من الإخفاء.