قوله تعالى: {وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم ولا تنقضوا الأيمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلا إن الله يعلم ما تفعلون 91 ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا تتخذون أيمانكم دخلا بينكم أن تكون أمة هي أربى من أمة إنما يبلوكم الله به وليبينن لكم يوم القيامة ما كنتم فيه تختلفون 92 ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة ولكن يضل من يشاء ويهدي من يشاء ولتسألن عما كنتم تعملون 93 ولا تتخذوا أيمانكم دخلا بينكم فتزل قدم بعد ثبوتها وتذوقوا السوء بما صددتم عن سبيل الله ولكم عذاب عظيم 94}
  صادق، وأن قوله حجة، ولقوله: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ} وكإجماع الأمة الذي دل القرآن على صحته، وكالقياس والاجتهاد حيث ثبت بالقرآن والسنة والإجماع صحته، فهو الأصل والمفتاح لعلوم الدين.
  وتدل على الأمر بصفات جامعة للخير لأن قوله: {إِنَّ اللَّهَ يَأمُرُ} الآية بيان جميع ما يتعلق بالدين والدنيا، لأن العدل يدخل فيه الإنصاف في المعاملات، والعدل إلى نفسه بمجانبة المعاصي، لأن أعظم الظلم ظلم النفس، ودخل تحت الإحسان جميع الأفعال الحسنة والإحسان إلى غيره، ودخل تحت الفحشاء الكبائر وما يعظم من المحرمات، ودخل تحت البغي ما يتعدى إلى غيره.
  وتدل على أنه أراد بذلك أن يذّكروا.
  وتدل على أن هذه الأفعال فعلُ العبد، فيبطل قول مخالفينا في المخلوق.
قوله تعالى: {وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلَا تَنْقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلًا إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ ٩١ وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثًا تَتَّخِذُونَ أَيْمَانَكُمْ دَخَلًا بَيْنَكُمْ أَنْ تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبَى مِنْ أُمَّةٍ إِنَّمَا يَبْلُوكُمُ اللَّهُ بِهِ وَلَيُبَيِّنَنَّ لَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ ٩٢ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَلَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ٩٣ وَلَا تَتَّخِذُوا أَيْمَانَكُمْ دَخَلًا بَيْنَكُمْ فَتَزِلَّ قَدَمٌ بَعْدَ ثُبُوتِهَا وَتَذُوقُوا السُّوءَ بِمَا صَدَدْتُمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَلَكُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ٩٤}
  · اللغة: وفى الشيء تم وأوفيته: أتممته، قال أبو مسلم: وفى بعهده وأوفى بمعنى،