قوله تعالى: {إني أريد أن تبوء بإثمي وإثمك فتكون من أصحاب النار وذلك جزاء الظالمين 29 فطوعت له نفسه قتل أخيه فقتله فأصبح من الخاسرين 30}
قوله تعالى: {إِنِّي أُرِيدُ أَنْ تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ ٢٩ فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ ٣٠}
  · اللغة: البَوْءُ: الرجوع، ومنه: {وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ} أي: رجعوا، وهم في هذا الأمر بَوَاءٌ، أي: سواء يرجعون إلى معنى واحد، وأصله الرجوع.
  ويُقال: طاع لفلان كذا: إذا أتاه طوعًا، وانطاع: انقاد، وفي العين: هو طَوْعَة: إذا انقاد معه، وهو يطوع طوعًا، فإذا مضى لأمره فقد أطاعه، وإذا وافقه فقد طاوعه.
  · المعنى: ثم حكى تعالى جواب المؤمن إن أراد قتله، فقال تعالى: «إِنِّي أُريدُ أَنْ تَبُوءَ» أي: ترجع «بِإِثْمِي وإثْمِكَ» قيل: إثم قتلي وإثمك الذي كان منك قبل قتلي، عن ابن مسعود وابن عباس والحسن وقتادة ومجاهد والضحاك، وقيل: إثمك الذي من أجله لم يتقبل قربانك، عن أبي علي والزجاج، وقيل: إثمي: إثم قتلي، وإثمك هو قتل جميع الناس حيث سن القتل، ومعنى «تَبُوءَ بِإِثْمِي»، أي: بعقاب إثمي؛ لأنه لا يجوز لأحد أن يريد معصية اللَّه تعالى، ولكن يريد عقابه المستحق عليه، كما يريد عقاب الكفار، «فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ» الملازمين للنار «وَذَلِكَ» يعني عذاب النار «جَزَاءُ الظَّالِمِينَ»، «فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ» قيل: ساعدته نفسه على قتل أخيه، وقيل: شجعته، عن مجاهد، وقيل: زينت له نفسه قتل أخيه، عن قتادة «فَقَتَلَهُ» قيل: قتل أخاه، وهو نائم، شدخ رأسه بصخرة، عن ابن عباس وابن مسعود وأبي مالك، وقيل: لم يدر كيف يقتله فظهر له إبليس وأخذ طيرًا، وشدخ رأسه، فقتله، فتعلم منه، عن مجاهد، وقيل: إنه أول قتيل في الناس «فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ» قيل: