التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {وأصحاب اليمين ما أصحاب اليمين 27 في سدر مخضود 28 وطلح منضود 29 وظل ممدود 30 وماء مسكوب 31 وفاكهة كثيرة 32 لا مقطوعة ولا ممنوعة 33 وفرش مرفوعة 34 إنا أنشأناهن إنشاء 35 فجعلناهن أبكارا 36 عربا أترابا 37 لأصحاب اليمين 38 ثلة من الأولين 39 وثلة من الآخرين 40}

صفحة 6747 - الجزء 9

  بعضها على بعض، على ما يوجبه الترتيب، كما في أطعمة الدنيا، وكذلك قوله: {يَشْتَهُونَ} لأن نعيم الجنة كله مشتهى، لكن الشهوة تتعلق بنوع ثم بنوع، على ترتيب وتدريج.

  ويدل قوله: {جَزَاءً} أن ذلك جزاء على الأعمال، وأن ذلك العمل فعلُهم، فيبطل قول الْمُجْبِرَةِ في المسألتين.

  ومتى قيل: كيف يكون الثواب مع عِظمِهِ مستحقًا على الطاعة مع قِلِتَّها؟

  قلنا: العمل لا يعظم بنفسه، وإنما يعظم بقرائنه، إذا فعل معظمًا لربه مخلصًا فيه، على ما تعبد به عالمًا بما يفعله استحق الثواب العظيم، وعلى هذا إذا عصى مستخفًا بالمنعم مع عظيم نعمه استحق عقابًا عظيمًا، ومن رحمته أن يعطي الثواب الجزيل على العمل القليل.

قوله تعالى: {وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ ٢٧ فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ ٢٨ وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ ٢٩ وَظِلٍّ مَمْدُودٍ ٣٠ وَمَاءٍ مَسْكُوبٍ ٣١ وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ ٣٢ لَا مَقْطُوعَةٍ وَلَا مَمْنُوعَةٍ ٣٣ وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ ٣٤ إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً ٣٥ فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا ٣٦ عُرُبًا أَتْرَابًا ٣٧ لِأَصْحَابِ الْيَمِينِ ٣٨ ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ ٣٩ وَثُلَّةٌ مِنَ الْآخِرِينَ ٤٠}

  · القراءة: قراءة العامة: «طَلْحٍ» بالحاء، وعن علي: «طَلْعٍ» بالعين، رواه عنه ابنه الحسن @، وعن قيس بن سعد، قال: قرأ رجل عند علي: وطلح منضود، فقال علي: ما شأن الطلح، إنما هو: «وطلع»، ثم قرأ و {طَلْعُهَا هَضِيمٌ}⁣[الشعراء: ١٤٨]. فقلت: إنها لفي المصحف بالحاء، أفلا نُحَوِّلها؟ فقال: إن القرآن اليوم لا يهاج ولا يحول، وهذه أخبار آحاد لا يصح بمثلها إثبات القرآن، وكيف يقول عليٌّ هذا،