قوله تعالى: {ثم آتينا موسى الكتاب تماما على الذي أحسن وتفصيلا لكل شيء وهدى ورحمة لعلهم بلقاء ربهم يؤمنون 154 وهذا كتاب أنزلناه مبارك فاتبعوه واتقوا لعلكم ترحمون 155}
قوله تعالى: {ثُمَّ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ تَمَامًا عَلَى الَّذِي أَحْسَنَ وَتَفْصِيلًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لَعَلَّهُمْ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ ١٥٤ وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ١٥٥}
  · القراءة: قراءة العامة «تَمَامًا عَلَى الَّذِي أَحْسَنَ» بنصب النون على أنه فعل ماض، وعن يحيى بنْ يعمر «أَحْسَنُ» بضم النون على تقدير تمامًا على الذي هو أحسن.
  · اللغة: التمام والكمال من النظائر، وتم الشيء: كَمُلَ، وأتممته أنا، وقد يكون الإتمام القيام بالأمر، ومنه: {وَأَتِمُّوا الحَجَّ وَالعُمرَةَ} والفصل: البيان، والتفصيل: التبيين كما يحتاج إليه. والبركة: ثبوت الخير بزيادته ونموه، وأصله الثبوت، قال الشاعر:
  ولا يُنْجِي مِنَ الغَمَرات إلا ... بَرَاكاءُ القِتالِ أو الفِرَار
  ومنه: تبارك اللَّه أي: دائم ثابت لم يزل، ولا يزال.
  · الإعراب: «أحسن» يجوز فيه الرفع والنصب، واختلفوا هل يجوز أن يكون في موضع خفض، فأجازه الفراء، وزعم أن العرب تقول: مررت بالذي خير منك، وبالذي أحبك، ولا يقولون بالذي قائم؛ لأنه يكره. وقال الزجاج: أجمع البصريون أنه لا يجوز.
  و «مبارك» يجوز فيه الرفع والنصب، فالرفع لأنه من صفة الكتاب اللازمة،