قوله تعالى: {ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض تريدون عرض الدنيا والله يريد الآخرة والله عزيز حكيم 67 لولا كتاب من الله سبق لمسكم فيما أخذتم عذاب عظيم 68 فكلوا مما غنمتم حلالا طيبا واتقوا الله إن الله غفور رحيم 69}
  نسخ هناك، وزعم أن النسخ يقع في الأمر، ولا أمر هناك، وذكر أن تخليص الكلام: إن صبرتم غاية الصبر كان العشرون يكفون مائتين، ولكن اللَّه علم أن فيكم ضعفًا، أي: ذوي ضعف، فلا يبلغون تلك الدرجة، فإن صبرتم واثقين بِاللَّهِ كفى الألف الألفين، وهذا غير صحيح؛ لأن الإجماع سبق أنه أمر، وأنه منسوخ، فهو محجوج بالإجماع، ولأن التعبد قد يقع فيه النسخ، ولم يكن بلفظ الأمر قوله: {وَللَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيتِ}، ومعلوم أن قوله: {حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ} تكليف، ثم ما بعده تكليف مستقل، ثم قوله: {الْآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ} تكليف مستقل، يصح دخول النسخ فيه.
  قال شيخنا أبو علي: وكان في ابتداء الإسلام نفس من المسلمين لعشرة من الكفار لأمور: منها: النصرة، ومنها: الصبر، ومنها: القوة، ومنها: قوة النية والنصرة، ثم بجد ذلك بزمان نسخ لنقصان القوة، وضعف النية في قتال الأعداء.
قوله تعالى: {مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ٦٧ لَوْلَا كِتَابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ٦٨ فَكُلُوا مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلَالًا طَيِّبًا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ٦٩}
  · القراءة: قرأ أبو جعفر وأبو عمرو ويعقوب «مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ تَكُونَ» بالتاء، وقرأ الباقون