التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون 55 ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون 56}

صفحة 2002 - الجزء 3

قوله تعالى: {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ٥٥ وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ ٥٦}

  · اللغة: الحزب: الطائفة، والجماعة، والأحزاب الجمع، وأصله النائبة، من قولهم: حَزَبَهُ الأمر يَحْزُبُهُ حَزْبًا: إذا نابه، وكل قوم تشابهت قلوبهم وأعمالهم فهم أحزاب، وإن لم يلتقوا لاجتماعهم على ذلك المعنى، كالاجتماع على النائبة، ومنه: {فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ زُبُرًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ ٥٣}. وأرض حِزْب أي: غليظة كغلظ النائبة، والحَيْزَبُون العجوز؛ لأنها قد فرت عليها نُوَبُ الدهر.

  والمولى: المتولي لنصر من يتولاه.

  · الإعراب: (من) في قوله: «وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّه ورسوله» مبتدأ، والجملة بعده خبر، وفيه حذف دل عليه معنى الخبر، تقديره: من يتول اللَّه فهو غالب.

  · النزول: قيل: نزلت الآية في عبادة بن الصامت لما تبرأ من اليهود، وتولى اللَّه ورسوله، وخالفه عبد اللَّه بن أبي، وقد مضى ذكره عن عطية العوفي.

  وقيل: لما أراد النبي ÷ قتل بني قينقاع، وكانوا حلفاء عبد اللَّه بن أبي، وسعد بن عبادة وعبادة بن الصامت، فتبرأ سعد وعبادة منهم، وخالف عبد اللَّه، فأنزل اللَّه تعالى هذه الآية.