التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {إلا تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا فأنزل الله سكينته عليه وأيده بجنود لم تروها وجعل كلمة الذين كفروا السفلى وكلمة الله هي العليا والله عزيز حكيم 40}

صفحة 3119 - الجزء 4

  وتدل على أن الرضى بلذات الدنيا عوضًا من ثواب الآخرة خسران عظيم وإساءة إلى النفس.

  وتدل على بطلان قول من قال: لا وعيد في أهل الصلاة؛ لأن هذا الوعيد في المؤمنين خاصة.

  وتدل على وجوب النفير والإجابة عند الدعاء إلى الجهاد، واختلفوا، فقيل: إنما يجب النفور إلى الرسول عند دعائه عن أبي [علي وغيره].

  وقيل: المراد الخروج إلى الجهاد وقد مست الحاجة، فعلى الوجهين النفير واجب، والصحيح أن إجابة الرسول فرض واجب وكذلك إجابة الأئمة بعده، وقدر روي عن النبي ÷ أنه قال: «من سمع داعيتنا أهل البيت ثم لم يجب أكبه اللَّه في نار جهنم»، وكذلك إذا قصد الكفار دار المسلمين ودعا الناس فإنه يجب على الجميع الدفع، فأما الخروج إلى دار الحرب فقد كان يجب إذا كان الداعي إمامًا وقد لا يجب، وكذلك إذا دعي إلى نهي منكر فإنه يجب إذا علم أن لقوله تأثيرًا.

  وتدل على أنه قادر على كل شيء وعلى استبدالهم.

  وتدل على أن النَّفْرَ فعلهم، فيبطل قول من خالفنا في المخلوق.

قوله تعالى: {إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ٤٠}