قوله تعالى: {إن الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله قد ضلوا ضلالا بعيدا 167 إن الذين كفروا وظلموا لم يكن الله ليغفر لهم ولا ليهديهم طريقا 168 إلا طريق جهنم خالدين فيها أبدا وكان ذلك على الله يسيرا 169}
  لا يضرك معهْ جحدهم «وَالْمَلاَئِكَةُ يَشْهَدُونَ» بأنك رسولُ اللَّه بلغت الرسالة، وهم معصومون، فشهادتهم خير من شهادة هَؤُلَاءِ، وقيل: الملائكة يشهدون أن أحدًا لا يقدر أن يأتي بمثل ما أتيت به ولو اجتمعوا، عن الأصم «وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا» أي: حسبك به شاهدًا على صدقك.
  · الأحكام: تدل الآية على حدث القرآن؛ لأنه وصف بأنه أنزله.
  وتدل على تسلية الرسول بالشهادة من اللَّه والملائكة بصدقه، فمع ذلك لا يضره جحد الكفار.
قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ قَدْ ضَلُّوا ضَلَالًا بَعِيدًا ١٦٧ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَظَلَمُوا لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلَا لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقًا ١٦٨ إِلَّا طَرِيقَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا ١٦٩}
  · اللغة: اليسر: ضد العسر، ومنه قول ابن عباس: لن يغلب عسر يسرين، واليسار: خلاف اليمين بفتح الياء وكسرها، والأجود الفتح، سُمِّي به لما ييسر من العمل به.
  · الإعراب: «خالدين» نصب على الحال، والعامل فيه الفعل في (لا يهديهم) أي: لا يهديهم خالدين في الجحيم؛ لأنه بمنزلة يعاقبهم خالدين، فعمل هذا العمل بما فيه من المعنى، ونصب «أبدًا» على الظرف، وقيل: إنه في المستقبل نظير (قط) في الماضي يقال: لا أراه أبدًا، وما رأيته قط، غير أن (قط) مبني، و (أبدا) معرب.