التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {إن الذين كفروا ويصدون عن سبيل الله والمسجد الحرام الذي جعلناه للناس سواء العاكف فيه والباد ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم 25 وإذ بوأنا لإبراهيم مكان البيت أن لا تشرك بي شيئا وطهر بيتي للطائفين والقائمين والركع السجود 26}

صفحة 4940 - الجزء 7

قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ الَّذِي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ سَوَاءً الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ ٢٥ وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لَا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ ٢٦}

  · القراءة: قرأ حفص عن عاصم، وروي عن يعقوب: «سَوَاءً» بالنصب بإيقاع. الجعل عليه؛ لأن الجعل يتعدى إلى مفعولين، تقول: جعلت الثوب قميصاً، والباقون بالرفع على الابتداء وخبره ما بعده، والكلام يتم عند قوله: «للناس»، قال علي بن عيسى: في «سواء» يجوز الرفع والنصب والجر، أما الرفع والنصب قد بينا، وأما الجر فيرجع إلى المسجد.

  · اللغة: الصَّدُّ: المنع، والصد: الإعراض، صَدَّ عن الأمر، وصَدَّهُ غيره لازم ومتعدٍّ، صد يَصِدّ صدوداً، وصده يَصُدُّهُ صداً، وأصده إصداداً.

  والعاكف: المقيم الملازم للمكان، عَكَفَ عكوفاً فهو معتكف وعاكف إذا كان مقيماً.

  والبادي: أصله من بدا يبدو إذا ظهر، والبَدْوُ خلاف الحَضَرِ، سمي لظهوره، يقال: بدا [إليَّ] كذا أي ظهر، وفلان ذو بَدَوَاتٍ، والمبدئ والبادئ هو اللَّه تعالى؛ لأنه بدأ الخلق، كأنه ظهر الخلق بوجوده بعد أن لم يكن ظاهرًا، وأبدأت من أرض إلى أخرى، أبدي إبداءً، أي: خرجت منها إلى غيرها، كأنه