قوله تعالى: {ومن دونهما جنتان 62 فبأي آلاء ربكما تكذبان 63 مدهامتان 64 فبأي آلاء ربكما تكذبان 65 فيهما عينان نضاختان 66 فبأي آلاء ربكما تكذبان 67 فيهما فاكهة ونخل ورمان 68 فبأي آلاء ربكما تكذبان 69 فيهن خيرات حسان 70 فبأي آلاء ربكما تكذبان 71 حور مقصورات في الخيام 72 فبأي آلاء ربكما تكذبان 73 لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان 74 فبأي آلاء ربكما تكذبان 75 متكئين على رفرف خضر وعبقري حسان 76 فبأي آلاء ربكما تكذبان 77 تبارك اسم ربك ذي الجلال والإكرام 78}
  وثانيها: بمعنى الاستفهام، كقوله: {فَهَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا}[الأعراف: ١٤٤].
  وثالثها: بمعنى التقرير والأمر، كقوله: {فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ}[المائدة: ٩١] أي: انتهوا.
  ورابعها: بمعنى الجحد، كقوله: {فَهَلْ عَلَى الرُّسُلِ إِلَّا الْبَلَاغُ}[النحل: ٣١] أي: ما عليهم إلا البلاغ، وهو ههنا تقرير، أي: هل جزاء مَنْ أحسن العمل في الدنيا إلا الإحسان إليه بالثواب في الجنة؟ عن ابن عباس، وأبي علي، وجماعة من المفسرين. وروي عن النبي ÷: «هل جزاء من أنعمت عليه بالتوحيد إلا الجنة».
  وعن ابن الحنفية والحسن: هي مسجلة للبر والفاجر. وقيل: هل جزاء من أحسن إليكم بهذه النعم إلا أن تحسنوا في شكره وعبادته «فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ» بنعم الدين أم بالثواب الجزيل؟
  · الأحكام: تدل الآيات على أن الجنتين للخائف، وعلامة الخائف من ترك معصيته.
  وتدل على وصف الجنة وعظيم نعمها.
  وتدل على أن الأعمال جزاء، وأن للعبد عملاً حتى يجازى به، خلاف قول الْمُجْبِرَة.
قوله تعالى: {وَمِنْ دُونِهِمَا جَنَّتَانِ ٦٢ فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ٦٣ مُدْهَامَّتَانِ ٦٤ فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ٦٥ فِيهِمَا عَيْنَانِ نَضَّاخَتَانِ ٦٦ فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ٦٧ فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ ٦٨ فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ٦٩ فِيهِنَّ خَيْرَاتٌ حِسَانٌ ٧٠ فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ٧١ حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ ٧٢ فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ٧٣ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ ٧٤ فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ٧٥ مُتَّكِئِينَ عَلَى رَفْرَفٍ خُضْرٍ وَعَبْقَرِيٍّ حِسَانٍ ٧٦ فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ٧٧ تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ ٧٨}