التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {واتل عليهم نبأ ابني آدم بالحق إذ قربا قربانا فتقبل من أحدهما ولم يتقبل من الآخر قال لأقتلنك قال إنما يتقبل الله من المتقين 27 لئن بسطت إلي يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي إليك لأقتلك إني أخاف الله رب العالمين 28}

صفحة 1932 - الجزء 3

  عظيم؛ لأنه تعالى لا يسمع دعاء من دعا على رسوله خصوصًا فيما أمره فيه فيصده عنه، ولا يجوز على نبي اللَّه أن يدعو بسلب الإيمان، ولا يجوز على اللَّه تعالى أن يسلب إيمان أحد، ثم يعاقبه على ذلك، تعالى اللَّه عما يقول الظالمون علوًّا كبيرا.

قوله تعالى: {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ ٢٧ لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ ٢٨}

  · اللغة: التلاوة: تلوت القرآن تلاوة، وتلوت الرجل تلوا: تبعته، وهو الأصل في الباب.

  والقربان: ما يتقرب به إلى اللَّه تعالى، وقربان الملك وقرابينه: زواره؛ لتقربهم إليه، والقربان وزنه فُعْلان، من القرب، كالعدوان من العدو، والفرقان من الفرق، والسُّكْران من السكر، والكفران من الكفر، وأصل الباب: القرب في المكان، ثم يستعمل في المنزلة.

  والبسط: المد المنافي للقبض، وهما نقيضان كالنشر والطي.

  · النظم: قيل في اتصال هذه القصة بما قبلها: إن حال اليهود في الظلم ونقض العهد، كحال ابن آدم في ظلمه لأخيه، وفيه تبكيت لليهود، وأَنَّ وبال فعلهم يعود عليهم، وتسلية للنبي ÷ لما ناله منهم، عن علي بن عيسى، وقيل: هو كلام معطوف على ما تقدم، لما أمر اللَّه تعالى نبيه ÷ بمجادلة أهل الكتاب به وإخبارهم عن أسرار ما في كتابهم، شاهدًا على صدقه، وهذا من أسرار أحاديثهم عن أبي مسلم، وقيل: يتصل