التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمنا واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى وعهدنا إلى إبراهيم وإسماعيل أن طهرا بيتي للطائفين والعاكفين والركع السجود 125}

صفحة 580 - الجزء 1

  والقضاء، كما يصح في النبوة، واحتج بعض الرافضة على أن الإمامة لا يستحقها من ظلم مرة، وراموا بذلك الطعن على أبي بكر وعمر، وهذا لا يصح؛ لأن المراد بالآية النبوة.

  وبعد، فإن الظالم متى تاب لا يوصف بأنه ظالم به، وإنما منع تعالى أن ينال عهده الظالم في حَالٍ، مَنْ هذا حاله ينال العهد.

  ويقال: أما كان إبراهيم عالما بأن النبوة لا تليق بالظالم؟

  قلنا: بلى، ولكن لم يعلم حال ذريته، فَبَيَّنَ تعالى أن فيهم مَنْ هَذَا حَالُهُ، فإن النبوة تكون فيمن ليس بظالم.

قوله تعالى: {وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ ١٢٥}

  · القراءة: قرأ نافع وابن عامر: «وَاتَّخَذُوا» بفتح الخاء على الخبر، والباقون بكسرها على الأمر، والخبر عطف على جعلنا.

  والقراءة المجمع عليها «مثابة» على الواحد، وعن بعضهم «مثابات» على الجمع.

  وقرأ حفص عن عاصم: «بيتيَ» بفتح الياء على الأصل والباقون بإسكانه للتخفيف.

  · اللغة: البيت والمأوى والمنزل نظائر، وبيت اللَّه هو الكعبة، والبيت من أبيات الشعر، والبيت من بيوت الناس، والبيت من بيوتات العرب، والبيتوتة: دخولك في الليل، وَبتُّ أفعل كذا، كما تقول في النهار: ظللت، وبَيَّتَّ القوم تبييتًا، إذا وقعت بهم ليلاً.