قوله تعالى: {قالوا إن يسرق فقد سرق أخ له من قبل فأسرها يوسف في نفسه ولم يبدها لهم قال أنتم شر مكانا والله أعلم بما تصفون 77 قالوا ياأيها العزيز إن له أبا شيخا كبيرا فخذ أحدنا مكانه إنا نراك من المحسنين 78 قال معاذ الله أن نأخذ إلا من وجدنا متاعنا عنده إنا إذا لظالمون 79}
  · الأحكام: تدل الآية على أن جزاء السارق للصاع عندهم هو جزاؤه عند آل يعقوب، هذا هو الظاهر.
  ويدل قوله: «وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ» أنه تعالى عالم لا بعلم؛ لأنه لو كان له علم لكان فوقه عليم، وهذا لا يجوز، فيبطل قول جميع الصفاتية من قال: إنه عالم بعلم قديم، لا هو هو، ولا غيره، كما تقوله الأشعرية، أو بعلم قديم غيره، كما تزعمه الكرامية، أو بعلم أزلي لا يوصف كالكلابية، أو بعلم محدث كهشام بن الحكم والرافضة.
قوله تعالى: {قَالُوا إِنْ يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ فَأَسَرَّهَا يُوسُفُ فِي نَفْسِهِ وَلَمْ يُبْدِهَا لَهُمْ قَالَ أَنْتُمْ شَرٌّ مَكَانًا وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا تَصِفُونَ ٧٧ قَالُوا يَاأَيُّهَا الْعَزِيزُ إِنَّ لَهُ أَبًا شَيْخًا كَبِيرًا فَخُذْ أَحَدَنَا مَكَانَهُ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ٧٨ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ أَنْ نَأْخُذَ إِلَّا مَنْ وَجَدْنَا مَتَاعَنَا عِنْدَهُ إِنَّا إِذًا لَظَالِمُونَ ٧٩}
  · اللغة: الإخفاء والإسرار والكتمان نظائر، والإسرار: إخفاء المعنى في النفس، ونقيضه: الإعلان والإبداء والإظهار، وهو استخراج المعنى من النفس بالبيان عنه، أسر يسر إسرارًا، وأبدى يبدي إبداءً، ومنه: البداء: تردد الرأي؛ لأنه يظهر له رأي بعد رأي.
  والمعاذ: الاعتصام بِاللَّهِ، كأنه يقول: اعتصامًا بِاللَّهِ أن يكون هذا، والاعتصام: الامتناع، يقال: أعتصم بِاللَّهِ من شر فلان، ومعاذ اللَّه، وعياذ اللَّه، واللَّهم عائذًا بك، كأنه قيل: أستجيرك.